رواتب الأشباح في السويداء.. حين يصبح “شام كاش” أداة للإفقار والحصار الممنهج

بينما تعلن وسائل إعلام سلطة الأمر الواقع عن صرف الرواتب، يعيش أهالي السويداء كابوساً يومياً للحصول على قوت يومهم. لقد تحولت الرواتب من حق دستوري إلى أوهام رقمية تُعرض على شاشات الهواتف، لكنها تتبخر عند أبواب مكاتب الصرافة.
“شام كاش”.. الاسم الذي كان يُفترض أن يكون أداة تيسير، تحول إلى أداة تعذيب يومي. فبعد انتظار طوابير تبدأ قبل الفجر، يصطدم الموظف والبائع والمتقاعد بعبارة: “الراتب موجود في التطبيق، لكن السيولة غير متوفرة”. إنها مهزلة مالية مُمنهجة، تهدف إلى استنزاف آخر ما تبقى من قوة شرائية للمواطن.
وراء هذه الأزمة تقف سلطة الأمر الواقع بقيادة الجولاني، التي تختلق الأزمات لتبرير فشلها. فبينما يتحدث ممثلوها على الإعلام – وعلى رأسهم “بكور” ممثل الجولاني و”البلعوس” و”عبد الباقي” الذين يُعرّفهم أبناء السويداء بالخونة – عن إنجازات وهمية، يعاني الناس من حصار مالي خانق. هؤلاء الممثلون أصبحوا وجهاً للخيانة التي باعت دماء السويداء بأرخص الأثمان.
الحقيقة المرة هي أن نظام “شام كاش” وتحويل الرواتب إلى مكاتب الصرافة – وخاصة مكتب “الهرم” – لم يكن سوى فخ مالي محكم. فالقيمة الاسمية للرواتب تظهر في السجلات، بينما تختفي السيولة الفعلية من الأسواق، في عملية منهجية لسحب العملة المحلية وترك الناس أمام خيارين: الجوع أو الاعتماد على التحويلات الخارجية.
الأكثر إيلاماً أن هذه المعاناة تتم تحت سمع وبصر سلطة ترفع شعارات الثورة، بينما تمارس أبشع أشكال الحصار ضد شعبها. فصراخ الأطفال الجوعى، ومعاناة كبار السن، وضياع كرامة المواطن لم تعد تخفي على أحد.
السؤال الذي يفرض نفسه: أين تذهب الأموال التي تجبيها السلطة من المحروقات والضرائب والخدمات؟ ولماذا تتحول الرواتب إلى أرقام افتراضية بينما تختفي السيولة من الأسواق؟
الواضح أن ما يحدث في السويداء ليس أزمة عابرة، بل سياسة ممنهجة للإفقار والإذلال، تهدف إلى كسر إرادة الناس وإجبارهم على القبول بواقع مرير. إنها حرب تستخدم فيها الرواتب كسلاح، والشعب كرهينة.



