الدوّارات الفاخرة في زمن الجوع: فساد سلطة الجولاني المُقَنَّن في مبادرات الإغاثة
خاص أحوال ميديا

في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سوريا من ويلات الحرب الطائفية والحصار، وتناشد المنظمات الإغاثية المجتمع الدولي لتقديم المساعدات، تتحول بعض المبادرات المحلية إلى واجهة لعمليات فساد منظمة تتم تحت غطاء “شرعي” وبصورة “مقننة”.
الحديث هنا يدور حول ما يسمى “سلطة الأمر الواقع” التي يترأسها أبو محمد الجولاني، والتي تتحكم بمقدرات الحياة في مناطق سيطرتها.
وما كشفه الإعلامي عبد الرحمن إسماعيل ، مدعوماً بوثائق وصور توثيقية للمدفوعات ، ليس مجرد شبهات، بل أدلة ملموسة على فساد منهجي.

الدوارات الفاخرة.. حين تصبح الرفاهية أولوية في زمن الدمار
من ملف الشفافية المنشور على موقع مبادرة #لعيونك_ياحلب، تظهر أرقام مذهلة تثير التساؤلات حول أولويات الإنفاق:
· 580 ألف دولار و300 ألف دولار لتجميل دوارات!
· هل يعقل أن تنفق هذه المبالغ الطائلة على تجميل دوارات في مدينة تئن تحت وطأة الحاجة إلى أبسط الخدمات؟
· أليس من الممكن إعادة تأهيل هذه الدوارات بمبالغ أقل بكثير لو أنفقت وفق آليات الشركات التجارية الطبيعية؟
· في منطق “المنظمات” تصبح الكلفة مرتفعة بهذا الشكل غير المبرر ، الذي لا يشبه روح المبادرات الحقيقية.
المفارقة المؤلمة: دوارات فاخرة بينما النظافة غائبة
مجموع هذه المبالغ كان كافياً لتغطية احتياجات المدينة في قطاع النظافة من حاويات وآليات لجمع القمامة.
وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه المشاريع أقرب إلى حملات دعائية للمتبرع منها إلى خدمة حقيقية لمدينة متعبة تحتاج إلى أولويات مختلفة.
فما الفائدة من دوارات جميلة بينما القمامة تتراكم في الشوارع؟
وغياب الشفافية.. هو أسلوب متبع في كل المشاريع ولا تتوافر أي تفاصيل واضحة حول آلية الإنفاق على مشروع تأمين المقاعد الدراسية الذي نشرت عنه المبادرة بوستر بأرقام مبالغ في سعر المقعد إلى حد غير معقول.
هذا الغموض المتعمد في آلية الصرف هو السمة الغالبة في هذه المشاريع، بما فيها مشاريع تجميل الدوارات.
وحملات التبرعات.. هي سلسلة الفساد المستمرة
إن حملات “لعيون حلب” و”ابشري حوران” وغيرها من حملات التبرعات ليست سوى حلقات في سلسلة الفساد الطويلة.
إنها آلية منظمة لاستنزاف أموال المحسنين تحت شعارات إنسانية براقة، بينما الحقيقة هي “أخذ الخاوي” من خصوم السلطة بطريقة “مقننة”.
حيث ختم عبد الرحمن كلامه بنداء إلى ضمائر الثوار
يجب ألا تدار المبادرة القادمة بنفس العقلية والآلية، خاصة بوجود كل ثوار حلب فيها.
فاستمرار هذا النهج سيجعل منها مهزلة جديدة يترتب عليها الكثير من العمل والجهد والخصومة، وستفقد الثقة الوحيدة المتبقية بين الناس وهذه المبادرات.
خلاصة القول :
حان الوقت لكشف الحقائق كما هي، دون مجاملة أو تزييف.
فالشعب السوري يعاني من الجوع والحرمان يستحق أن تصل إليه كل قرش من تبرعاته ، لا أن تذهب إلى جيوب فاسدين اخترعوا طريقة “مقننة” لاستنزاف هذه الأموال تحت غطاء المشاريع الخدمية والإغاثية، وأهمها مشاريع تجميل الدوارات بأسعار مبالغ فيها بشكل صادم.



