في ظل ما تمرّ به البلاد، من ظروف اقتصادية صعبة، وغلاءٍ فاحشٍ للمعيشة من جهة، وما يفتك بالبشر من وباء (Covid-19)، من جهة أخرى قرّر اللبنانيّون التعايش، بل تناسي كل هذه المآسي، ليمارسوا حياتهم الطبيعيّة، ضاربين عرض الحائط كل الظّروف القاهرة.
إنه شهر الأعياد الذي اعتاد فيه اللبنانيّون على الفرح وتبادل الهدايا والزيارات العائليّة، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من ارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانيّة حدّ من هذه العادات التي تعتبر تقليداً سنويّأً في نهاية كل عام.
مساحة لتسويق منتوجات الحرفيين
الإصرار على خلق فسحة للفرح والأمل دفع ميساء حنوني مديرة The Spot Saida على افتتاح معرضاً للحرف اليدويّة يضم هدايا عيد الميلاد، يفتح أبوابه أيام الجمعة والسبت والأحد طيلة شهر كانون الأول، في لقاء مع “أحوال” قالت: اعتدنا أن ننظم معارض في المناسبات كافّة وخاصّة أن المعارض تدعم الحرفيين والصناعات المحليّة من صيدا والجوار القريب والبعيد، لكن هذا العام لم نستطع تنظيم أي نشاط بسبب جائحة كورونا والتعبئة العامّة، وبعد فتح الأسواق أبوابها تم تنظيم هذا المعرض لمناسبة عيد الميلاد، عيد المحبة والعطاء، ومن ناحية أخرى أننا لم نستطع طيلة فترة التعبئة العامة من أن ندعم أي حرفي من خلال المعارض، لذلك وجدنا أن افتتاح المعرض اليوم هو ليس فقط دعماً للمنتوجات المحليّة بل هو أيضاً دعماً معنويّاً ونفسيّاً للحرفيين وخلق جو لهم للإبداع بعد فترة الحجر الطويلة، ولأن معظمهم خلال فترة الإغلاق كانوا ينتجون أعمالهم اليدويّة في منازلهم فكان لا بد من وجود مساحة لتسويق منتوجاتهم خلال فترة الأعياد تأكيداً على دعمهم.
وأضافت، يضم المعرض أشخاصاً لديهم حرف شخصيّة من الكروشيه، وصناعات يدويّة عبارة عن إعادة تدوير الورق والكرتون والبلاستيك، الصابون العربي ولكن بأشكال فنيّة مزخرفة وملوّنة، الشمع الملون بأشكال مختلفة، اكسسوارات صناعة يدويّة، ومونة بيتية.
ولفتت، إلى أن الأسبوع القادم سيشارك طفل وطفلة ويعرضون أشغالهم اليدوية لبيعها وشراء ألعاب للأطفال الفقراء في العيد.
أعمال يدوية من إعادة تدوير الورق والكرتون والخشب
نورا كنج تصنع الهدايا من خلال إعادة تدوير الورق بمختلف أنواعه من ورق الصحف إلى الأوراق التي توجد في علب الأدوية، حيث تقوم بصناعة أوانٍ للشوكولا أو السكاكر، كذلك علب خاصة بالمكياج والقرطاسية وكل ما يمكن استخدامه في المنزل، أما العلب الخشبية تقوم بإعادة تدويرها والرسم عليها كي تصبح صالحة للاستخدام لعدة أغراض، بالإضافة إلى الأواني الفخارية القديمة والتي لم تعد صالحة للأستعمال تقوم بالرسم عليها وتعيد إحيائها من جديد، وخصصت بعض المصنوعات لأعياد الميلاد.
اكسسوارات نسائية صناعة يدوية
زينب حليمة طالبة جامعيّة شاركت في المعرض من خلال الإكسسوارات النسائيّة المشغولة يدويّاً، تقول: ان الإكسسوارات كافّة صناعتها يدويّة منها ما هو من الذهب البرازيلي ومنها ما هو مصنوع من معادن أخرى، بالإضافة إلى الخرز والصوف.
تلفت إلى المصنوعات اليدويّة تحتاج وقتاً لإنجازها لأنها تعتمد على التفاصيل الدقيقة والذوق وتناسق الألوان، وهذه الإكسسوارات مطلوبة لدى فئة الشباب وخاصّة أن سعرها مقبول جداً وتناسب الجميع، وأكدت أن جزءً من المبيعات تستخدمه في تغطية مصاريف الجامعة.
منتوجات بلدي من بلدي
لم تقتصر المشاركات في معرض الميلاد على الهدايا فقط بل ضمت منتوجات “المونة البلدية” كالزيت والزيتون، باميلا ميلاد سعد من بلدة طنبوريت جنوب مدينة صيدا قالت لـ “أحوال”: نتيجة الظروف الحالية التي نمر بها وخاصة الوضع الاقتصادي الهش وعدم وجود فرص عمل، ونحن نملك أراضي زراعيّة مغروسة بأشجار الزيتون، أسسنا مؤسسة صغيرة أطلقنا عليها اسم “بلدي من بلدي” أي منتوجات بلدية من بلدي حيث تقوم والدتي بـ “رصّ” الزيتون كما نقوم بانتاج زيت الزيتون وصناعة الصابون من الزيت، ونقوم بتسويق المنتوجات في المعارض، وهذا الأمر يوفر لنا مدخول وعندما أتخرج من الجامعة أتوقع أن لا أجد عملاً في لبنان لذلك سأستمر في تسويق منتجاتنا.
خليل العلي