مجتمع

ماذا لو مات كل الملقّحين ضد كورونا بعد سنتين؟

تقول نظريّة المؤامرة اليوم، إنّ جميع من تلقّوا لقاحات كورونا على اختلاف أنواعها سوف يموتون خلال سنتين… لماذا سنتين؟ ربّما لإثارة الهلع طوال الأشهر المقبلة حول مصير معلّق على شائعة، لا يعيرها العلماء أهتماماً، رغم انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثنيها الكثير من الناس عن أخذ اللقاح.

عندما هجم علينا وباء كورونا قبل سنة ونصف، انطلقت نظريّة أبراج شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس 5G بصفتها ناقلة للفيروس، وقام غاضبون بإحراق الأبراج في أكثر من بلد، ولم تفلح محاولات العلماء نسف هذه النظريّة من أساسها بإقناع الكثيرين أنّها ليست المرّة الأولى التي يعاني فيها العالم من جائحة، وأنّ الأوبئة موجودة قبل الهواتف المحمولة وأبراجها، وأنّ الاهتمام يجب أن ينصب على الوقاية من العدوى لا على محاربة طواحين هواء معلّقة على أبراج الهواتف… اختفت النّظرية بعد أن بات الوباء واقعاً ملموساً، لا دواء له ولا لقاح.

ومع بدء الحديث عن اللقاحات، انطلقت نظريّة تقول إنّ الجهات العليا تزرع شرائح معدنيّة في أجساد البشر لمراقبتهم وتسييرهم وفق نموذج الإنسان الآلي… شريحة تجمع بياناتهم ثمّ تحوّلهم إلى آلات تسير على قدمين، نظريّة لا يزال يؤمن بها كثيرون ولا يتوانى البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إسداء النّصيحة للملقّحين، بوضع قطعة مغناطيس مكان اللقاح لتبيّن الشّريحة المعدنيّة.

لم ينفع مع مصدّقي هذه النّظريّة أسئلة من عيار “من أنتم حتى تراقبكم الأجهزة العليا وترصد تحرّكاتهم وتعدّ عليكم أنفاسكم؟”، ولا أسئلة من عيار “من هي هذه الجهة التي ستراقب 7 مليارات إنسان على الأرض وكيف وبأي تقنيّات ولماذا؟”.

أحجم كثيرون عن أخذ اللقاحات كي لا يتحوّلوا إلى روبوتات بشريّة تحرّكها عن بعد أجهزة خفيّة، كما في أفلام الخيال العلمي.

أمّا اليوم، فأحدث نظريّة هي أنّ الملقّحين سوف يموتون موتاً جماعياً، ولن يجدوا مقابر تأويهم ولا محارق تكفيهم. لماذا سيموتون؟ لأنّه بحسب مطلقي النّظرية هي النهاية المنطقيّة للوباء المصنوع داخل مصنع بهدف القضاء على البشر والإكمال بمن تبقّى، بعد أن ضاقت الأرض بسكّانها، وضاق سكّانها بها، فكان الحل بنهاية عادلة، مع فترة سماح سنتين.

أما من سيموت ومن سيبقى فبحسب خارطة اللقاحات في العالم سيموت كل أبناء الكيان الإسرائيلي الذي أعلن عن وصوله إلى مناعة القطيع ملقّحاً غالبيّة مستوطنيه. وسيموت أكثر من 40 بالمئة من الأميركيين، هذا إن توقّفت حملة اللقاحات اليوم، وسيموت معظم سكّان أوروبا ودول الخليج.

أما من سينجو؟ فهم الصينيون، لا أرقام شفافة حول أعداد اللقاحات في البلد التي نشأ فيه الوباء، لكن بحسب وكالات الأنباء العالمية فإن عدد الصينيين الذين تلقّوا اللقاح بضعة ملايين في بلد يقطن فيه مليار ونصف.

وسينجو من تبقّى من الهنود الذين يبيدهم الوباء يومياً، كما ستنجو غالبيّة الدّول الأفريقيّة حيث حملة اللقاحات لا تزال ضعيفة.

وفي لبنان، حيث يسجّل الإقبال على التسجيل على منصّة اللقاحات التابعة لوزارة الصحّة حركة خجولة، سينجو كثيرون قد يموتون لاحقاً بأمراض الضغط والجلطة.

يتداول كثيرون مقابلة مزعومة لطبيب فرنسي يتحدّث عن موت الملقّحين بعد سنتين، الأمر يبدو بالنسبة إلى البعض، المتخوّفين أصلاً من اللقاح، بمثابة إنذار خطر، ويبدو للبعض الآخر بمثابة نكتة، إلا أنّه في مكان ما يبدو ملهماً للمخيّلة حول الموت الجماعي لسكّان الأرض… ماذا لو متنا جميعاً بعد سنتين؟

إيمان إبراهيم

صحافية لبنانية، خريجة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. كتبت في شؤون السياسة والمجتمع والفن والثقافة. شاركت في إعداد برامج اجتماعية وفنية في اكثر من محطة تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى