سياسة

الانتخابات الأميركية: صراع منهك بين الديموقراطيين والجمهوريين

بعد أسبوع حافل من الحملات الانتخابية، يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الثلاثاء، لاختيار مرشحيهم في انتخابات التجديد النصفي لكامل أعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ومسؤولين آخرين، وكذلك التصويت على عدة مبادرات ومشاريع قوانين.

يجري التصويت على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عدده 100.

ويشغل الديمقراطيون حالياً 222 مقعداً من مقاعد مجلس النواب، مقابل 213 لصالح الجمهوريين، كما أن مجلس الشيوخ منقسم بنسبة (50-50) بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالإضافة إلى صوت نائبة الرئيس كمالا هاريس، التي تصوت لصالح الديمقراطيين.

وكان أكثر من 42 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم قبل انتخابات التجديد النصفي عبر التصويت الشخصي والبريد.

لكن الانتخابات ستكون منهكة للإدارة الحالية، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز – إبسوس أمس الاثنين تراجع شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى 39 في المائة، مما يعزّز توقعات المراقبين المستقلين لانتخابات التجديد النصفي‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬للكونغرس بأن الحزب الديمقراطي في طريقه لأن يتكبد خسائر في انتخابات اليوم الثلاثاء.

يعود اهتمام إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بهذه الانتخابات النصفية لعدة أسباب: أنه منذ الحرب العالمية الثانية كان الناخبون يعاقبون حزب الرئيس الحاكم بالتصويت للنواب من غير حزبه باستثناء ما جرى بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في عهد ولاية الرئيس بوش الابن.

وعشية الانتخابات، حذّر بايدن الأميركيين من أن الديمقراطية على المحك. وقال أمام حشد من أنصار الحزب الديمقراطي في مهرجان انتخابي في “بوي” بولاية ميريلاند: “نحن نستشعر في داخلنا أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه اللحظة هي فرصتكم للدفاع عنها”.

في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي توجه إلى ولاية أوهايو في خضم مسيرات انتخابية متنافسة، أنه سيصدر إعلاناً هاماً جداً في 15 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، إلا أن التكهنات تشير إلى إمكانية إعلانه الترشح بالانتخابات الرئاسية 2024.

وخاطب الرئيس الأميركي السابق أنصاره في الولاية وحثهم على دعمهم للمرشح الجمهوري جي دي فانس، كما دعا أنصاره على مساعدة الجمهوريين في استعادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

بين الفيل والحمار كيف تميل الدفة؟

تشتد المنافسة في الولايات المتحدة الأميركية بين الحزبين الديمقراطي ورمزه منذ العام 1870 “الحمار” والجمهوري ورمزه الرسمي منذ العام 1870 أيضاً “الفيل”، وسط حالة من الانقسام بين الأميركيين، فيما تتوالى التوقعات بشأن الطرف الذي سيفوز بانتخابات يُقال إنها ستكون بمثابة استفتاء على أداء الرئيس جو بايدن.
ويرى الأكاديمي والباحث في مركز الأخلاقيات والسياسة العامة بواشنطن، هنري أولسن، أن كفة الانتخابات النصفية ستؤول على الأرجح لفائدة الجمهوريين.

شعارا الحزب الديمقراطي إلى اليمين والجمهوري يساراً

ويتوقع الباحث أن يتمكن الحزب الجمهوري من الفوز في الانتخابات بـ5.5 نقاط، على أن ينال ما بين 31 و40 من المقاعد التي يجري التنافس عليها بشدة.

وفي المنحى نفسه، يرجح الكاتب الأميركي أن يتمكن الجمهوريون من استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، من خلال فوز يتراوح بين مقعدين وأربع مقاعد.

يشرح هنري أولسين أن الجمهوريين سيستفيدون من أصوات ذوي الأصول اللاتينية وأفراد الطبقة المتوسطة الموجودين في الضواحي، لأن هؤلاء أصبحوا بعيدين أكثر فأكثر عن دائرة الديمقراطيين.

يراهن الجمهوريون أيضاً على مشاكل التضخم لاستمالة الناخبين الذين يبدون سخطاً إزاء ارتفاع الأسعار رغم حديث إدارة بايدن عن اتخاذ إجراءات لأجل كبح الغلاء.

لكن تقديرات دقيقة لا ترجح أن يحرز الجمهوريون فوزاً كبيراً، لأن التقرير الصادر عن هيئة “كوك بوليتيكال” مثلاً، رجح أن يفوز الجمهوريون بما بين 12 و25 مقعداً، في حين لا يتوقع تغيراً على مستوى مجلس الشيوخ.

ويرى أولسين أن هذه التقديرات تغفل التأثير الكبير لأداء الرؤساء الأميركيين على نتائج انتخابات التجديد النصفي، لأن الناس يتذمرون من أداء من يوجد في السلطة، في حين يخوض الحزب المعارض حملته من موقع الانتقاد والتركيز على المشاكل القائمة.

في المقابل، يتمسك بايدن بأنه أنجز الكثير منذ توليه السلطة:

تمكن من خفض البطالة واتخذ إجراءات لتخفيف ديون الطلبة.

فتح الباب أمام استثمارات هائلة في البنية التحتية.

جاء بمكتسبات في الرعاية الصحية وخفض أسعار الدواء.

وبافتراض خسارة الحزب الديمقراطي، وهو أمر غير محسوم، الانتخابات النصفية بشكل واسع أو جزئي يتحول الرئيس بايدن إلى “بطة عرجاء” بقية السنتين من ولايته أو يعود بغالبية أقوى تمكّنه من المضي بعهده وربما أيضاً الترشّح لولاية ثانية في العام 2024.

تقرير: رانيا برو

رانيا برو

صحافية وكاتبة لبنانية. عملت في مؤسسات اعلامية لبنانية وعربية مكتوبة ومرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى