الكبتاغون رائج عربيّاً.. وإبداع في التهريب
ليس تصنيع الكبتاغون الخطوة الأصعب بل ضمان وصوله إلى وجهته، لذلك هناك الكثير من الإبداع في تهريبه، إن عبر إخفائه بين البضائع أو إرساله عبر مسيّرات أو حتى طائرات شراعيّة.
خلال الأعوام الماضية، صادرت القوى الأمنيّة في دول عدّة كميّات هائلة من حبوب الكبتاغون، وكانت الحبوب في كلّ مرة مخبّأة بطريقة أغرب من تلك التي سبقتها.
أخفى المهرّبون حبوب الكبتاغون في معجون الطماطم، وفي ثمار الرمّان، حتى أنّهم وضعوها الواحدة تلو الأخرى في حبوب الزّيتون. وعُثر عليها في مرّات عدّة مخبّأة ضمن مواد بناء، أو ألواح حديديّة أو خشبيّة، وحتى في أشجار زيتون ولوحات خشبيّة مزيّنة.
ومن بين الإبداعات العديدة للمهرّبين، وضع الكبتاغون في فواكه مزيّفة مصنوعة من البلاستيك، مثل البرتقال والليمون، وإخفاؤها في صناديق مليئة بالفواكه الطازجة.
تصدم تلك الطرق الغريبة القوى الأمنية، كما أنها تحوّل في غالبية الأحيان دون كشف أجهزة السكانر أو الكلاب البوليسية عن حبوب الكبتاغون.
لذلك، تعتمد الأجهزة الأمنيّة في غالبيّة الأحيان على مخبرين للكشف عن شحنات ومصادرتها.
الرمان
دفعت تلك العمليّة بالسعودية إلى إعلان تعليق استيراد الفواكه والخضار من لبنان.
الماشية
ويُعدّ ربط الأسلحة والمخدّرات بالماشية أثناء عبورها المناطق الحدودية للرعي، خدعة تهريب قديمة. ولم تكتف كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية بربط البضائع، بل وضعت أكياس الكوكايين والهيرويين داخل أحشاء الكلاب وحيوانات أخرى.
ليمون بلاستيكي
ووضعت أكياس بلاستيكية مليئة بحبوب الكبتاغون في حبات ليمون بلاستيكية خُبّئت وسط ثمار الفاكهة الطازجة.
محشي الزيتون
وضبط فرع المخدرات في دمشق في كانون الأول 2021، 160 ألف حبة من الكبتاغون محشوة ضمن حبات زيتون، وتمّ توقيف صاحب الشحنة.
معجون الطماطم
ومن شأن عمليّات شبيهة أن تصعب عمل الكلاب البوليسيّة.
أفران البيتزا
وخلال السنوات الماضية، استخدمت دول أوروبيّة عدّة كنقاط ترانزيت لإعادة تغليف حبوب الكبتاغون وشحنها إلى وجهتها.
إطارات عربات
ولم تكن ماليزيا الوجهة الأخيرة لتلك الحبوب. بعد ثلاثة أسابيع فقط، عُثر على أكثر من ثلاثة ملايين حبّة أخرى مخبّأة في قواعد ألومينيوم للأبواب.
مسيّرة وطائرة شراعية
في حزيران 2022، أسقطت القوّات الأمنيّة العراقيّة طائرة شراعيّة محمّلة بمليون حبّة كبتاغون في البصرة في جنوب البلاد، قرب الحدود مع الكويت. وتمكّن قائد الطائرة من الفرار.
في الأصل، لم يكن الكبتاغون سوى إحدى التّسميات لمادّة الفينيثلين، أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة، وقد طُرح في الأسواق للمرّة الأولى من شركة شيميفرك هامبورغ في العام 1961.
نال العقار براءة اختراع وبات يوصف لعلاج اضطراب نقص الحركة وفرط الانتباه، كما النّوم القهري، وإلى حد ما أيضاً لعلاج الاكتئاب.
في العام 1981، أعلن المخدّر مادة خاضعة للرّقابة في الولايات المتّحدة، ثم تمّ إدراجه من منظّمة الصحّة العالميّة كإحدى المواد ذات المؤثّرات العقليّة، وذلك برغم محدوديّة استهلاكه لأغراض غير طبيّة في حينه.
اليوم، باتت سوريا المصنع الأساسي لحبوب الكبتاغون، يليها لبنان، ويجري تصنيع مئات ملايين الحبوب سنويّاً في البلدين، وتقدّر قيمتها السنوية بمليارات الدولارات.
العوارض الجانبية
وتجدر الإشارة إلى أنّ حبوب الكبتاغون المصنّعة اليوم في مختبرات صغيرة في سوريا ولبنان، لم تعد تحتوي بالضرورة على مادة الفينيثلين، وباتت تركيبة تلك الحبوب متنوّعة.
تحتوي غالبيّة الحبوب على مادة الأمفيتامين، وهي مادة مخدّرة ومنبّهة، لكن لائحة المكوّنات تضمّ أيضاً الباراسيتامول والكافيين والكوينين ومواد منبّهة أخرى، وكلّها قد تكون مؤذية.
ومن شأن الاستهلاك الدّائم للأمفيتامين أن يسفر عن أضرار في الجهاز العصبي، ومشاكل في القلب والعضلات، كما أنّ كلّ المواد المستخدمة في تصنيع الكبتاغون تؤدّي إلى أضرار صحيّة خطيرة.
ويصنّف مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة الكبتاغون اليوم على أنّه أحد أنواع “الأمفيتامين المنشّط”، ويمكن مقارنته بأديرال، وهو أيضاً منشّط يحتوي على الأمفيتامين.
في بعض الحالات، وجدت آثار مادّة الميثامفيتامين، وهو منشّط اصطناعي آخر، بفعالية أعلى من الأمفيتامين، في حبوب من الكبتاغون.
الاستهلاك
تُعزّز مادّة الأمفيتامين أنشطة الدّماغ، وبالتالي يمكن أن تُعطي دفعاً من الطّاقة والثّقة وترفع مستوى التّركيز، لكنها أيضاً قد تؤدّي إلى كبت الشهيّة والأرق.
وباتت تلك الحبوب المنقوشة بحرفي “c” تعرف بـ”أبو الهلالين”.
لكن النقوش على الحبة تنوعت كثيراً مع توسّع سوق الكبتاغون، ومن بين الأكثر انتشاراً خلال السّنوات الماضية الحبوب المنقوشة بإشارة “ليكسوس”. وأيضاً علامة “رانج روفر” و”لاكوست”، وفي بعض الأحيان “هلال ونجمة” أو حتى “صليب معقوف”.
كما من الممكن أن يختلف لون الحبّة بحسب المختبرات المصنّعة لها، والتي من الممكن أن تكون عبارة عن ورش ومستودعات ضخمة أو مجرد شاحنة صغيرة.