الأبيض في توقيع “بروتوكول دعم مراكز الرعاية الأولية”: وطننا سيتجاوز الأزمات
أمل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض أن “يساعد الدعم المقدم من الشركاء على تأمين المزيد من الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين اللبنانيين كما للمقيمين من اللاجئين الذين باتوا يشكلون ربع سكان لبنان”، مبدياً ثقته “بأن لبنان سيتمكن من تجاوز الأزمات المتعددة التي يمر فيها ليعود للعب دوره الإيجابي في المنطقة متكلا فقط على قدرات أبنائه”.
كلام الأبيض جاء خلال مشاركته في مقر بعثة الإتحاد الأوروبي في بيروت في حفل توقيع برنامج REBAHS LPSPII برنامج تقليص العوائق الاقتصادية أمام الحصول على الخدمات الصحية بروتوكول دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية وهو تتمة لبرنامج REBAHS الذي تمّ إطلاقه في عام 2018 بهدف تعزيز قطاع الرعاية الصحية الأولية في لبنان.
وتم التوقيع بين بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان والجهات المنفّذة المكونة من الهيئة الطبية الدولية (IMC) وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية (PUI)، لتأكيد التزامهم دعم النظام الصحي في لبنان وزيادة الثقة في جودة الخدمات الطبيّة، وكذلك دعم إدارة وقيادة وزارة الصحة العامة كهيئة مشرفة على توفير الرعاية الصحية الأولية.
وقال وزير الصحة في تصريحه: “يسعدني ويشرّفني أن أشارك اليوم في هذا الحدث حيث يؤكّد الاتحاد الأوروبي وشركاؤه، الهيئة الطبية الدولية وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية، التزامهم بتقديم الدعم الذي تشتد الحاجة إليه في لبنان؛ في الواقع، يمر بلدنا وسكانه من لبنانيين ولاجئين، بأوقات عصيبة للغاية، حيث أصبح تأمين الاحتياجات الأساسية صعباً وبعيد المنال. فهذا البرنامج سيضمن استفادة المجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان من سهولة الحصول على الرعاية الصحية التي تحتاج إليها”.
ولاحظ أن “برنامج دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية ليس الأول من نوعه الذي يقدمه الإتحاد الأوروبي للبنان حيث بلغت قيمة البرامج التي تم تنفيذها أكثر من مئة مليون دولار بهدف جعل خدمات الرعاية الأولية أقل كلفة وبمتناول الجميع”.
وأضاف “وزارة الصحة تعتبر برنامج الرعاية الصحية الأولية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الوطنية في سبيل تدعيم النظام الصحي لأن البرنامج يلعب دورًا محوريًا في الوقاية وإدارة المؤشرات الصحية وبالتالي تقليص الفاتورة”.
إليساندرا فيازير: بدورها، أشارت مسؤولة التعاون في بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان اليساندرا فيازير إلى أنه “من خلال دعمه المستمر لمراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لشبكة وزارة الصحة العامة بالشراكة مع (IMC) و PUI)، مكّن الاتحاد الأوروبي، منذ عام 2018، مليونين ومئة ألف شخص من الحصول على استشارات طبية وخدمات التطعيم والفحوصات المخبريّة التي سهّلت التوصّل إلى تشخيصات محددة. بالإضافة إلى ذلك، مكّن دعم الاتحاد الأوروبي 11400 شخص من الاستفادة من خدمات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية. ونحن فخورون بتجديد دعمنا حتى عام 2023 والاستمرار في تعزيز النظام الصحي اللبناني وتقديم حزمة شاملة من الخدمات الصحية عالية الجودة بأسعار مقبولة”.
تشان: أما مدير الهيئة الطبية الدولية في لبنان إدوارد تشان فلفت إلى أنه “بفضل الدعم المالي الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبي يمكننا تنفيذ هذا البرنامج الذي له تأثير إيجابي على قطاع الرعاية الصحية الأولية وكذلك على تحسين نوعية الحياة ضمن المجتمعات التي نخدمها، ويسعدنا جدًا أن نعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الصحية الأساسية”.
شربل: من جهته، اعتبر رئيس بعثة الإغاثة الأولية الدّولية كيفن شربل أن “هذا البرنامج يقدم أيضاً جلسات توعية وتثقيف حول كافة الخدمات التي يمكن للمجتمعات الاستفادة منها، بالإضافة إلى العديد من المواضيع التي تعنى بالصحة، بما في ذلك الصحة النفسيّة والتوعية حول العنف الجندري، والتي تساوي في أهميّتها المواضيع المتعلّقة بالصحة الجسديّة وقد تكون في بعض الحالات منقذة للحياة”.
حاسبيني: ختامًا تحدثت مي حاسبيني، نائبة رئيس مركز الدكتور نزيه البزري – جمعية المواساة فأوضحت أنه “نظرًا للوضع الاقتصادي في لبنان، نشهد اليوم زيادة في الطلب من عيادات الرعاية الصحية الأولية لتوفير أدوية الأمراض المزمنة، ولهذا السبب من المهم جدًا تقديم الدعم اللازم لهذه العيادات وموظفيها حتى يتمكنوا من خدمة أكبر عدد ممكن من الأشخاص”.
تفاصيل البرنامج: وجاء في بيان مشترك صادر عن الإتحاد الأوروبي والهيئة الطبية الدولية (IMC) وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية، أن برنامج REBAHS LPSPI، المموَّل من الاتحاد الأوروبي، سيغطي مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان بهدف الارتقاء بخدماتها فتتميّز بتلبية احتياجات الرعاية الصحية الأولية للمجتمعات الأكثر حاجة.
ووضع هذا البرنامج بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ولا سيّما وحدة الرعاية الصحية الأولية والبرنامج الوطني للصحة النفسية، التي قامت بتطوير بروتوكول دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، كما ستقوم بتقييم آثار البرنامج على المجتمعات، والأفراد، ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية، والنظام الصحي ككل.
وفي المناسبة، سيعمل البرنامج على الوصل بين العمل الإنساني والتنمية وسيلعب دورًا مهمًا في تحقيق الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة أي ضمان الحياة الصحية وتشجيع الرفاه للجميع. كما سيعمل على تلبية احتياجات الرعاية الصحية الأولية لجميع المقيمين في لبنان دون زيادة أعبائهم المالية، خصوصاً أن عددًا كبيراً منهم أصبحوا يعيشون الآن على أو تحت خط الفقر ولم يعد بإمكانهم تحمل التكاليف الأساسية، مثل كلفة الرعاية الصحية. كما لا يستفيد الكثير منهم حتى من التأمين الصحي، لذلك فإن الحصول على رعاية صحية أولية عالية الجودة، وبأسعار مقبولة، أمراً لا بد منه.
وستتعاون الهيئة الطبية الدولية مع شريكتها، بعثة الإغاثة الأولية الدّولية، لتشكيل تحالف بهدف العمل على تعزيز كفاءة النظام الصحي والإرتقاء بالخدمات الصحية ووضعها في متناول الجميع، من خلال تنفيذ بروتوكول دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية الذي طورته وزارة الصحة العامة.
ومن خلال هذا البرنامج، سيستفيد حوالي مليون و110 آلاف فرد من المجتمعات المستضعفة، اللاجئة والمضيفة، من خدمات الرعاية الصحية الأولية، كما ستساعد الجلسات التثقيفيّة حوالي 62000 شخص، وسيحصل 2100 شخص على الدعم النفسي والاجتماعي، بينما 32000 آخرين سيستفيدون من خدمات أخرى متعلّقة بالصحة النفسية والدعم الاجتماعي وسيتم امداد 6000 شخص بالمساعدة من خلال جلسات توعية وتثقيف على العنف الجندري.
كما سيدعم البرنامج 66 مركزًا للرعاية الصحية الأولية على الأراضي اللبنانيّة كافة، وسيقدّم التدريب اللازم 236 موظفًا بالإضافة إلى مراقبة مراحل التنفيذ والتأكيد على الإلتزام بمعايير الجودة.