قطر جاهزة لكأس العالم الأفضل في التاريخ
قبل شهر من انطلاق صافرة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المونديال الأكثر تكلفة إطلاقاً والحدث الضخم بالنسبة لدولة قطر، لا يزال العمّال منهمكين في الورش والمنظمّون تحت الضغط أكثر من أي وقت مضى.
وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري الإيطالي جاني إنفانتينو في مؤتمر صحافي الاثنين أن: “كل شيء في قطر جاهز للمونديال الأفضل في التاريخ”.
مطلع أيلول، افتُتح استاد لوسيل، أكبر الملاعب الثمانية للمونديال ومضيف المباراة النهائية في 18 كانون الأول، فيما يُنتظر وصول المنتخبات الـ32 المتأهّلة وأوّلها سيكون اليابان في السابع من تشرين الثاني.
لكن في الشوارع المزيّنة بأعلام المنتخبات وفي عدد كبير من الأبراج السكنية، تتواصل الأشغال ليلًا نهاراً.
وكثُرت الانتقادات الموجّهة إلى قطر من جانب منظّمات غير حكومية وجهات سياسية ووسائل إعلام غربية على خلفية ملاعبها المكيّفة وتسيير مئات الرحلات الجوية اليومية لنقل المشجّعين وحقوق العمّال المهجرين والمثليين… وذهب البعض إلى حدّ الامتناع عن نقل المباريات.
رغم ذلك، ومع توقع تدفّق أكثر من مليون زائر إلى البلاد ومشاهدة المباريات من جانب خمسة مليارات شخص حول العالم، سيساهم المونديال الأول في العالم العربي والشرق الأوسط المقرر بين 20 تشرين الثاني و18 كانون الأول، في تنامي شهرة الإمارة الخليجية الصغيرة.
ولم تبخل الدولة الغنية بالغاز في إنفاقها على المونديال فقد خصّصت 6.5 مليارات دولار للملاعب و36 ملياراً لشبكة المترو، بدون احتساب تكلفة بناء العديد من الفنادق وتوسيع مطار حمد الدولي.
واعتبر الدكتور دانيال رايشه، المكلّف بمشروع بحثي حول المونديال في جامعة جورجتاون قطر، أن المقارنة مع النسخ السابقة للمونديال “غير عادلة”، مشيراً إلى أنّ: “قسمًا كبيرًا من البنى التحتية كانت أصلًا جزءًا من خطة التنمية” ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
تصحيح الأمور
منذ منح قطر حقّ استضافة المونديال في كانون الأول 2010، اضطّرت السلطات القطرية والمنظمون والاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تبرير أنفسهم بشأن سلسلة مواضيع بعضها يبدو عابراً مثل غياب ثقافة الرياضة عن المجتمع القطري وتقييد بيع الكحول، وبعضها الآخر جوهريّ مثل الاتهامات بالفساد للحصول على حقّ تنظيم المونديال وطريقة معاملة العمّال الأجانب في الورش.
وأكّدت الدوحة مراراً أنها توصّلت إلى إدخال تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فرض حد أدنى للأجور وتخفيف جوانب كثيرة من نظام الكفالة الذي أعطى أصحاب العمل سلطات على حقوق العمّال في تغيير وظائفهم وحتى مغادرة البلاد.
وقالت روثنا بيغم من منظمة “هيومن رايتس ووتش” لوكالة “فرانس برس”: “لقد مرّ 12 عاماً ولم يتمّ تعويض العمال وأسرهم عن الوفيات والإصابات والأجور غير المدفوعة. لم يتم التحقيق في عدد كبير من الوفيات، يمكننا على الأقل تصحيح الأمور قبل المونديال”.
وفي هذا الصدد، أشاد إنفانتينو الاثنين بـ:”الإصلاحات الثورية في قطر التي حسّنت في السنوات الأخيرة (وستحسّن) حياة آلاف العمال”، مؤكّداً أن: “الكل مرحب به، مهما كان أصله ومحيطه ودينه وجنسه وميوله الجنسية وجنسيّته”.
ومنذ نحو عشرة أيام، قادت وسائل الإعلام القطرية الخاضعة لرقابة حكومية لصيقة، حملة منسّقة ضد انتقادات أوروبية لقطر على خلفية سجلّها الحقوقي.
واعتبرت صحيفة “الشرق” في عددها الصادر في التاسع من تشرين الأول أن هناك “تآمرًا إعلاميًا ضد أي دولة غير أوروبية تستضيف المونديال”. وانتقدت “الحملة الإعلامية الممنهجة من طرف إعلام بعض الدول الأوروبية”، في وقت “يتناسى هذا الإعلام الظروف المزرية التي يعيشها العمال في أوروبا”.
في سوق واقف الشعبي التقليدي، قالت ياسمين غانم (28 عاماً)، وهي لاعبة في المنتخب القطري للغولف، إن المشجّعين: “سيستمتعون كثيراً، ستكون تجربة رائعة”، بينما أكّد هاني الكريدي وهو مرشد سياحي مصري: “أدرس كثيراً حالياً لأتمكن من أن أكون سفيراً لدولة قطر”.
هدف الوصول إلى دور الـ16
في أوروبا، يتدرّب المنتخب القطري الذي تأهل لكأس العالم للمرة الأولى وبشكل تلقائي، خلف أبواب شبه مغلقة منذ حزيران، كما فعلت كوريا الجنوبية التي وصلت إلى نصف النهائي على أرضها عام 2002.
وبالنسبة للمهاجم أكرم عفيف ورفاقه، أبطال كأس آسيا 2019، فإن الفوز بأحد المركزين الأولين في المجموعة الأولى التي تضمّ هولندا والسنغال والإكوادور، وبالتالي الوصول إلى دور الـ16، سيشكل نجاحاً.
في الدوحة، حان وقت وضع اللمسات النهائية على كل ما يتعلّق بالحدث العالمي، استعداداً لبدء استقبال الجماهير. واعتباراً من الأحد، تقوم قوات الأمن القطرية وإضافة إلى أخرى قادمة من 13 دولة أجنبية بتمرين “وطن” الذي يستمرّ خمسة أيام.