بو صعب: سلمنا التعديلات ونلنا حقوقنا وانهيت مهمتي
إعتبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في موضوع تشكيل الحكومة، أنه “منذ حين انتخبنا نوابا وأصبحت الحكومة مستقيلة، أدركت أنه قد لا يكون هناك حكومة جديدة بعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحول من يريد عرقلة تشكيلها، هناك آراء مختلفة منذ انتخاب المجلس النيابي الجديد، والصراع السياسي على الحقائب هو سبب العرقلة”.
وردا على سؤال في مقابلة تلفزيونية مساء الثلاثاء، قال: “لم اتابع ملف تشكيل الحكومة نظرا لانشغالي بملفاتٍ اخرى، لكن اذا كان مطلوباً من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان يشارك بالحكومة ويعطي ثقة فهل ممنوع عليه ان يسمي وزراء بالحكومة؟ يستطيعون تشكيل حكومة بلا التيار الوطني الحر اذا ارادوا الا يسمي باسيل وزراء، وكل من يريد المشاركة بالحكومة من حقه تسمية وزير او اثنين او اكثر، وما اعرفه ان التيار الوطني الحر لا يخفي مطلبه بتغيير حاكم مصرف لبنان ولا ادري اذا كان هذا الامر مطلبا لتشكيل الحكومة”.
وأضاف: “ما اراه اليوم حتى اللحظة الا حكومة، لكن ممكن ان تتشكل خلال نصف ساعة، لان الجميع يدرك انه في حال وصلنا لفراغ رئاسي فنحن امام مشكلة عدم إمكان حكومة تصريف الاعمال إستلام صلاحيات رئاسة الجمهورية، وهناك ضغط لتشكيل الحكومة وما عرفته انه خلال جلسة ترسيم الحدود ببعبدا، الرؤساء الثلاثة تطرقوا لموضوع الحكومة وبناء عليه فالامور قد تتبدد في اية لحظة، واية صلاحية يملكها رئيس الجمهورية بالدستور من حقه استخدامها، واذا انتهى العهد وقرر الرئيس عون البقاء بالقصر كي لا يسلم حكومة اخرى فأنا ضد ذلك وهذا يكون قراراً غير سليم وانا لست بجوه ابدا”.
وعن جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، أكد أنه “انا لا اقاطع اية جلسة للمجلس النيابي لان لبنان لا يحتمل هكذا تصرفات، فلنفكر لبنانياً لمرة واحدة ولنشارك ونصوت وليفز من يفز”.
وتابع: “انا مع الدولة العلمانية المدنية وهذا موقف اردده دوماً من هنا طرحت على هامش جلسة انتخاب الرئيس مداورة بالرئاسات الثلاثة ونحن واصلون لذلك عاجلاً او اجلاً وافضّل ان نصل اليها “عالبارد مش عالحامي”، وتحديد موعد جلسات انتخاب الرئيس والتشريع من صلاحية بري، واليوم تواصلت معه هاتفياً بملفات عدة لكن لم ننتطرق للامور التشريعية، والمعطيات التي لدى بري لا نعرفها لكن الاكيد انه حالياً لا اسم لرئاسة الجمهورية يحظى بتوافق”.
وأضاف بو صعب: “انا مع أن يكون لدى تكتلنا مرشح وانا مع إنتخاب رئيس للجمهورية من قلب تكتلنا او حليف لنا اذا تعذر ذلك، ولم اسمع حتى اللحظة ان باسيل مرشح لرئاسة الجمهورية وهو لم يعلن ذلك علماً ان من حقه هذا الامر، واذا تعذّر وصول احد من رؤساء الكتل الاساسية لرئاسة الجمهورية لا يجب ان يحل الفراغ فهناك اسماء كثيرة يمكن التوصل لتفاهم حولها، ولا مشكلة لدي مع ميشال معوض علماً انه كان رأس حربة بإسقاطي لنيابة رئاسة مجلس النواب، لكنني اليوم بعد ترشيحه قلت له انه اذا حصل على 64 صوتا فأنا اصوت معه، وعندما كنت وزيراً للدفاع قال لي قائد الجيش انه غير مرشح لرئاسة الجمهورية، علماً ان هذا الامر اصلاً يتطلب تعديلاً دستورياً، ولا اعرف ما القرار الذي سيتخذه التكتل بالنسبة للجلسة المقبلة لانتخاب رئيس، لكن بالنسبة لي اذا وصلت الورقة البيضاء لمكان يضر بالبلاد فهي قاتلة، ولن استخدمها”.
وفي الملف القضائي، أسف بو صعب لأنه “عاجلاً او اجلاً ستتشكل الهيئة العامة لغرف التمييز كما كنت انا اعمل على الحل، فكيف يمكن ان يضع شخص راسه على وسادته وفي يده حل لاشخاص مظلومين؟ التقيت بالقاضي سهيل عبود عند اخيه بعشاء وتحدثت معه بالموضوع بالمباشر وانا انقل له صرخة وكيف يمكن ان نجد الحل، وعبود قال لي انه لا يسجل على نفسه ازالة اسم من المسيحيين، فكان ردي ان اهالي الضحايا والموقوفين غير مهتمين بهذه المسالة، ولمجلس القضاء الاعلى الخيار ان يعين وفق هذا المرسوم الاسماء التي يريدها وللرئيس الصوت المرجح فكيف يتحدثون عن صفقة، فالصفقة حصلت مع السياسيين عندما قبل عبود بتعيين قاضي رديف ووزير العدل كان يحاول ايجاد مخرج، وعندما تحدث زميلنا شربل مارون عن ان القاضي عبود فاسداً ادعى عليه عبود، وهنا اخطأ القاضي فما يحصل بالقضاء بحد ذاته هو فساد اداري”.
وتابع بو صعب: “بري قال لي “امّن التوازن اؤمّن التوقيع، وهذا ما حاولت القيام به عبر المرسوم الحالي”، من يعرقل التشكيلات والتعيينات هو مجلس القضاء الاعلى بحد ذاته فليخرج ويقدم تشكيلاته، وانا هنا اسال: هل ٦ ب ٦ هو كسر للتوازن؟ قلت ان مجلس القضاء الاعلى مسيس بأكمله وهناك مظلومون بالسجن وقد يتوفون ولا اعرف كيف يمكن للمسؤول عن العرقلة ان ينام مرتاح الضمير، والم يتم تعيين القاضي سهيل عبود بالسياسة؟والم يزر الاخير باسيل مرتين كي يكون رئيسا لمجلس القضاء الاعلى؟ ولكن عندما يذهب القضاة للسياسيين كي يتم تعيينهم بمناصب فلا يمكنهم اليوم القول للسياسيين لا تتدخلوا فينا، وسابقى اتابع هذا الملف حتى النهاية ونريد البت بوضع القاضي بيطار، واذا كان يخطئ فليحاكموه ويغيروه، ولكن لا يجب كربجة الوضع”.
وحول ملف الترسيم، قال: “لا اعتقد ان هناك تطورات سلبية بملف الترسيم لكن بالطريق هناك مفاجآت لذلك اقول دوماً: ما تقول فول غير ما يصير بالمكيول”، وأعلن أنه “سلمنا الرد اليوم للسفيرة الاميركية وهو بات بعهدة الوسيط الاميركي مساء اليوم، وما سلمناه اليوم هو رد بالتعديلات التي طلبها لبنان على المسودة اما الموافقة النهائية على العرض فلم تأت بعد”.
ونوه الى أنه “انا مكلف من الرئيس عون متابعة ملف الترسيم ولم اقدم نفسي انني المسؤول الوحيد، وزيارتي لنيويوك كانت لسببين الاول تكريمي من قبل مؤسسة عالمية والثاني بهدف لقاء مع الوسيط الاميركي، وكنت على تواصل شبه يومي مع آموس هوكشتاين وتمنيت عليه سابقاً الا يسلمنا طرحه الاول كما هو لانه لم نكن لنوافق عليه، فحصل لقاء تم خلاله طرح 5 اقتراحات، قبِل الوسيط الاميركي بإثنين منهما بعد مراجعة الجانب الاسرائيلي”.
وأعلن أن “لبنان لن يعطي من حصته من كامل حقل قانا ولا اي قرش، والوسيط الاميركي وجد حلاً بحنكته مع توتال والفرنسيين وما يهمنا ان حصة لبنان واضحة وكاملة كلياً، ونحن ننفذ مصلحة لبنان ولم نسمع يوما خلال مسار التفاوض ان هناك حق فيتو، لا نزال نضع على الطاولة حتى اخر لحظة الخط 29 كاحد الخيارات، وهوكشاين راعى ظروفنا حتى اخر حرف باننا نرفض القيام باتفاق او معاهدة فوجد حلاً بوضع آلية لتفاهم بلا تطبيع او إعتراف بالعدو، وحافظنا على رأس الناقورة برمش العين ولم يقترب منه احد”.
وأضاف بوصعب، أن “اي شيء نقوم به لترسيم منطقتنا الاقتصادية لا يؤثر على رأس الناقورة ولا على البر، والفريق الاخر موافق وهناك نص واضح بهذه النقطة والاكيد اننا حصلنا على بلوكاتنا كاملة، واذا كان الاسرائيلي سيعرقل هذه المفاوضات فهو سيكون امام خيارين اولهما تطيير كل المفاوضات وبالتالي وقف التنقيب، واليوم هناك خياران فاما خيار الاستقرار والازدهار، او سنكون امام ازمة كبيرة كي لا أقول حرب، واليوم الاسرائيلي يدرك تماماً ان هناك مقاومة بلبنان تمنعه من انتاج غاز وهذا عامل قوة للبنان”.
وسأل: “من قال ان حزب الله يريد حروباً؟ هو يعتبر انه يقوم بدور يساعد لبنان للانتهاء من الملف ونحن نستخدم كل اوراق قوتنا، وبعض البيانات التي صدرت عن قطر والامارات والاردن تقول للبنان انه لا يزال هناك امل وهم يشجعونا على الاستمرار بالملف، ولم أتفاجأ بكيفية تعاطي حزب الله بملف الترسيم، فهو زان الامور وترك الظرف للدبلوماسية وهذا يسجل له”.
وأجاب ردا على سؤال: “لا دور لقطر بالتفاوض الذي يحصل، انما لقطر اكبر اسطول لنقل الغاز السائل وسيكون لها دور لاحق اذا سارت الامور جيدا، ما خسره لبنان هو اضاعة الوقت على مدى سنوات طوال، وانا اوجه تحية للفريق الذي كان يفاوض بالناقورة الذي ساهم ايضا بالوصول لما بلغناه اليوم”.
وتوجه للرئيس عون بالقول: “اعتقد انني لم اخيب ظنك واعلن اليوم ان دوري شارف على الانتهاء بملف الترسيم لكن يبقى الدور التقني بتسليم الاوراق للتوقيع”.
واعتبر بوصعب أنه “كخلاصة، حافظنا على كامل حقوقنا وعلى وراس الناقورة وحقل قانا وحصلنا على بلوكلتنا واعتقد ان حزب الله معني فقط بهذا الشق، ولا اعتقد ان التعديلات التي قدمناها اليوم ستطيّر الاتفاق”.
وقال: “قد يكون الرئيس عون ظُلم بكثير من الامور ، لكن اذا انجز الترسيم فهو سيختم عهده بما لم نكن نستطيع القيام به خلال سنوات طوال، وتوقيع الاتفاقية هو قرار لرئيس الجمهورية واتوقع الا تماطل الامور اكثر من 15 يوما الا اذا قرر الاسرائيليون اضافة تعديلات لا تقبل بها”.