سياسة

جبران باسيل مرشح أم ناخب؟

كيف سيتعامل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع الاستحقاق الرئاسي الذي أصبح على الأبواب؟
يُطرح هذا التساؤل من زاوية أن باسيل هو إما مرشح الى انتخابات رئاسة الجمهورية وإما ناخب فيها، وفي كلتي الحالتين فإن موقفه سيكون مؤثراً على مسار الاستحقاق عموماً وعلى استراتيجية حليفه حزب الله في مقاربة هذا الاستحقاق.

حتى الأمس القريب، كان باسيل يكتفي بالتأكيد أنه يرفض الخوض في هذا الملف ما دام الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا. الآن، وعلى مسافة نحو 50 يوماً من بدء المدّة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد في أول أيلول المقبل، لم يعد “الرد الجاهز” لباسيل يروي غليل السائلين.

وكلّما تقدم الوقت أكثر سيكون باسيل مطالباً بحسم خياره ومغادرة المنطقة الرمادية التي كان يتعمد الإقامة فيها لزرع الحيرة في صفوف المرشحين الى الرئاسة وكذلك لدى صنّاع كلمة السر التي تفتح أبواب القصر الجمهوري.

وتعتبر أوساط سياسية “حيادية” أن انخراط باسيل في السباق الرئاسي ليس سهلاً، أولا لأن العقوبات الأميركية تعرقل وصوله وثانياً لأن النصاب المحلي غير متوافر لانتخابه بسبب خلافاته مع معظم القوى السياسية.

وفوق ذلك كله، لأن الرئيس عون، وخلافاً للشائع، لم يعد متحمساً أساساً لنقل الرئاسة الى صهره بعد التجربة التي اختبرها في قصر بعبدا وأظهرت أن رئيس الجمهورية “مكبّل” الصلاحيات والقدرات، إضافةً إلى اقتناعه بأن الانهيار فَتَك بالدولة ومن سيتسلّم قيادتها سيجد نفسه يقف فوق الركام.

ومع ذلك، هناك من يفترض أن باسيل هو مرشح تلقائي بمعزل عن فرص انتخابه، كونه يترأس تكتلاً مسيحياً وازناً وبالتالي فإن صفته التمثيلية تسمح له بأن يكون منافساً على موقع الرئاسة، علماً أن مواصفات “أبو ملحم” التي حددها البطريرك الماروني بشارة الراعي توحي بأنها لا تنطبق على باسيل كما على غيره من الأسماء الحزبية.

ولعلَّ باسيل يعرف ضمناً أن فرصته صعبة ربطاً بالبيئة الاستراتيجية غير الحاضنة داخلياً وخارجياً، لكنه لن يعترف بذلك بسهولة لئلا تفقد “ورقته” قيمتها السياسية ولئلا يخسر قدرته على استخدامها في الوقت المناسب لتحصيل ثمنها الملائم.

من هنا، يرجح العارفون أن يستثمر باسيل حتى أقصى الحدود الممكنة هامش المناورة السياسية لرفع “سعر” قراره الذي سيراوح بين الاحتمالات الآتية:
– الإصرار على خوض معركة الترشح.
– دعم انتخاب رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية.
– دعم مرشح رئاسي آخر.
وغالب الظن، أن باسيل سيأخذ في الحسبان مقتضيات التحالف مع حزب الله، الذي سيكون له دور أساسي في تحديد إسم مرشح فريق 8 آذار، وسط فرضيتين في هذا المجال: الأولى ترجح أن يدفع الحزب في اتجاه تأييد ترشيح فرنجية ومحاولة إقناع باسيل بضرورات هذا الخيار، والثانية تميل الى تغليب احتمال أن يفضّل الحزب تأييد ترشيح باسيل لأنّه صاحب المظلة المسيحية الأوسع.
وقد أتى لقاء باسيل والنائب فريد الخازن في اللقلوق ليعزّز حجج المتحمسين لإعطاء الأفضلية الرئاسية لفرنجبة على قاعدة التفاهم بينه وبين رئيس التيار الحر.

 

عماد مرمل

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى