منوعات

ضغوط أصحاب محطات البنزين تجعل “الدولرة” الكاملة أحد الحلول المطروحة

لم يعتد اللبنانيون على أن يكون لمحطات المحروقات دوامات عمل تبدأ في الصباح المتأخر وتنتهي قبل العصر بقليل، كما لم يعتادوا فكرة “العُطل” لمحطات المحروقات، فعلى سبيل المثال كان للمتوجهين أمس الأحد من الجنوب الى بيروت عصراً ومساءً، خيارات قليلة ومعدودة لتعبئة الوقود، والسبب هو رغبة أصحاب المحطات بالضغط على الشركات المستوردة للنفط وعلى الدولة، وطبعاً سيكون المواطن هو الوسيلة.

نجحت الشركات المستوردة أن تصل الى صفر دعم للمحروقات من مصرف لبنان، وبالتالي لم تعد بحاجة الى موافقات المصرف لكي تتحرك وتشتري، وباتت اللعبة حرّة متعلقة برغبة الشركات المستوردة للنفط، كما نجحت بدولرة عملياتها التجارية، فهي لا تبيع المحطات والموزعين سوى بالدولار النقدي، وهنا خُلقت الأزمة.

تنال الشركات على الدولار بينما تبيع المحطات الوقود بالليرة، وتحصل على جعالتها بالليرة، وهذا ما يحصل عليه الموزع أيضاً، لذلك يرتفع الصوت اليوم للمطالبة بحصول الموزعين والمحطات على جعالاتهم بالدولار، ما يرفع سعر البنزين أكثر، وبحسب مصادر متابعة فإن أصحاب المحطات يمارسون الضغط عبر تقليص حجم الشراء من الشركات، وعبر خلق أزمات متنقلة وغير ثابتة الموعد، كأن تُقفل الأبواب فجأة، علماً ان تبدلات سعر صرف الدولار هو أيضاً سبب بارز لا يمكن التغاضي عنه، يجعل المحطات تخشى البيع.

بحسب المصادر فإن سعر الصرف عادة ما يتبدل بسرعة صباحاً او عصراً لذلك يعمد أصحاب المحطات الى العمل 4 ساعات ومن ثم تحويل أموالهم بالليرة الى دولار قبل تغير السعر، ويقفلون الأبواب للنهار الثاني بانتظار تبدل جدول الأسعار بحال تبدل سعر الصرف.

تكشف المصادر أن التوجه هو لدولرة عملية بيع البنزين، أي تُسعر الصفيحة على الدولار، ويدفع المواطن الثمن بالليرة بحسب سعر السوق السوداء، مشيرة الى أن الوزارة حتى اليوم تجد صعوبة بتقبل هذا الحل كونه يشكل اعترافاً من الوزارة الرسمية بتسعيرة السوق السوداء غير الرسمية، وغير الخاضعة لتعاميم المصرف المركزي.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى