لقاء نصرالله – أرسلان.. رسائل في المضمون والتوقيت
في توقيت سياسي لافت وعلى وقع التطورات في لبنان والمنطقة، جاء اللقاء الذي جمع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وفقا للبيان الصادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله.
لا شك ان الزيارة تكتسب أهمية ودلالات بارزة على اكثر من صعيد، فهي تأتي لتؤكد على أهمية التحالف القائم بين المقاومة والفريق الدرزي الذي يمثله أرسلان ومعه الوزير السابق وئام وهاب في الجبل وباقي الحلفاء على الساحة الدرزية بشكل عام لا سيما النائب السابق فيصل الداوود وشقيقه طارق الداوود وشخصيات أخرى.
وتدحض هذه الزيارة كل الشائعات ورهان البعض على تبدل الثوابت الاستراتيجية لدى أرسلان، لا سيما بعد الاستحقاق الانتخابي والذي لم يشكل حجر عثرة بالنسبة لأرسلان وفريقه السياسي، ويظهر ذلك من خلال الإستقبالات الشعبية في دارة خلده او في قصر عاليه، ما ينسف جميع الروايات التي حاول البعض نسجها على خلفية نتيجة الانتخابات لجهة العلاقة بين أرسلان والمقاومة، ومحاولة الإصطياد بالماء العكر.
كذلك لا يمكن النظر الى لقاء نصرالله – أرسلان بمعزل عن باقي المشهد على المستوى الدرزي خاصة بعد لقاء كليمنصو، الذي جمع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ووفد من حزب الله، في ظل الحديث عن انعطافة سياسية لجنبلاط باتجاه حارة حريك، فلقاء نصرالله – أرسلان جاء ليؤكد المؤكد لناحية العلاقة الراسخة والتحالف الثابت بين خلدة وحارة حريك، بمعزل عن الإنعطافات السياسية لدى الفريق الدرزي الآخر.
أما لناحية التوقيت فجاء لقاء نصرالله – أرسلان على وقع التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية العهد الحالي، الى جانب التطورات الاخيرة في الشارع وبالطبع على توقيت التطورات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية وعملية استخراج النفط والغاز، وموقف أرسلان واضح على هذا الصعيد، ومتطابق مع موقف المقاومة في التمسك بكامل حقوق لبنان النفطية، وحق الدفاع عنها بكافة الأشكال السياسية والدبلوماسية والعسكرية.
يوسف الصايغ