بتغريدة جاء فيها: “صباح الخير يا لبنان”، افتتح التحكم المروري نشاطه على تويتر، لتتوالى بعدها أخبار وتغريدات لا خير فيها، تفيد بحركة سير كثيفة هنا وحادث مروري هناك. طرقات عدّة شهدت زحمة سيرٍ، والسبب تساقط الأمطار في بيروت ومختلف المناطق.
الأمر ليس بجديد، لا لناحية تساقط الأمطار في تشرين، ولا لناحية تراكم المياه وغرق الطرقات والسيارات بشبر ماء، فنحن في لبنان!
من المدينة الرياضية باتجاه نفق سليم سلام، في خلدة باتجاه الكوستا برافا – الأوزاعي، طريق الحدث بعد تقاطع الكفاءات، ضبيه، جل الديب، الدورة، الكرنتينا، جونيه، وغيرها من المناطق شهدت حركة سير كثيفة نتيجة تراكم المياه على بعض الطرقات.
هذا على البرّ، أما في البحر، فرُصد شاروق هوائي بحري (زوبعة هوائية) قبالة بشامون، تداول مستخدمو مواقع التواصل فيديوهات وثّقته قبالة خلدة والناعمة أيضاً.
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلى استبقت الواقعة ببيان أشارت فيه إلى أن منخفضاً جوياً مصحوباً برياح شديدة تتجاوز سرعتها 75 كلم في الساعة، وبخاصة في المناطق السّاحلية، قد يؤدي إلى سقوط لوحات إعلانية وأعمدةٍ وأشجار، وإلى تطاير أي شيء قد يشكّل خطراً على السلامة العامة. وعليه، طلبت المديرية من المواطنين تجنّب التّنقل سيراً في أثناء نشاط الرياح، القيادة بحذرٍ وتأنٍّ، عدم ركن السيارات بالقرب من اللّوحات الإعلانية والأشجار، وعدم التّنقل بالقرب من المباني الآيلة للسقوط، ولا سيّما تلك التي تعرّضت لضررٍ كبير جرّاء انفجار مرفأ بيروت. وهذا ما حدث!
فقرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر الأربعاء، سقط مبنى في منطقة المدّور في الأشرفية من جرّاء العاصفة وما حملته من أمطار غزيرة، مع الإشارة إلى أن المبنى كان آيلاً للسقوط من جرّاء تصدّعه نتيجة انفجار المرفأ وخالٍ من السكان.
رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن زواوي لفت في حديثٍ لـ “أحوال” إلى أنّ تساقط الأمطار سيستمر خلال يوم الأربعاء، وستصبح أكثر غزارة بعد الظهر وخلال ساعات اللّيل، وتستمر حتى صباح الخميس، مع تساقط الثلوج على ارتفاع 2000 متر وما فوق، لتنحسر الأمطار الخميس تدريجياً باتجاه المناطق الداخلية، وتعود درجة الحرارة للإرتفاع بشكل طفيف نهار الجمعة بعد أن لامست الـ18 درجة على الساحل، والـ8 درجات في الداخل.
واعتبر زواوي أنّ هذا المنخفض هو بداية موسم الأمطار الفعلي هذا العام، والذي تأخّر نسبياً مع تسجيل درجات حرارة في أيلول وتشرين الأوّل أعلى من معدلاتها الطبيعية، محذراً من سيول قد تشهدها المناطق الداخلية والجبلية.
وتوقّع زواوي أن يحمل الأسبوع المقبل منخفضاً جوّياً جديداً، ولكن أقل برودة من المنخفض الحالي. إذاً، هو الشتاء بعواصفه وأمطاره المعهودة، وهو لبنان بطرقاته ووزاراته وبلدياته، أما التهويل فعادة اللّبناني في كلّ حين.
آلاء ترشيشي