إليزابيث الثانية ملكة أفول الأمبراطورية واستقرار بريطانيا
حقيبتها السوداء التي لا تستغني عنها يُقال أنها تتواصل من خلالها مع موظفيها بإرسال إشارات عبر طريقة حملها
باعلان مقتضب وحزين، تبلغ البريطانيون والعالم بوفاة أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش. الملكة اليزابيث الثانية التي سعت الى المحافظة على سطوة بلادها بعد سقوط إمبراطوريتها ترحل عن عمر ناهز 96 عاماً، تخطت فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدة جدها الملكة فيكتوريا البلاد، عايشت خلالها 14 رئيس حكومة و7 بابوات و14 رئيساً أميركياً. جابت ملكة بريطانيا الراحلة العالم بمعدل 42 مرة، خلال سبعة عقود من الحكم، عاشت الحرب العالمية الثانية وشهدت تفكّك الإمبرطورية البريطانية. ولدت إليزابيث ألكسندرا ماري في 21 نيسان 1926 في لندن. لم تكن لتصبح ملكة عند الولادة، لكن التاج آل إليها بعد والدها الملك جورج بعد أن تنازل عمّها عن العرش. بعد رحيل والدها، جرى تتويجها في أيار/ مايو 1953 وهي في عمر 24 رغم معارضة رئيس الوزراء ونستون تشرتشل. في الـ21 من عمرها، تزوّجت من الضابط فيليب مونتباتن، نجل أمير يوناني، بينما كانت بريطانيا تمر بأزمات حادة بعد الحرب. استمر زواجها من الأمير فيليب 73 عاماً وأنجبت منه أربعة أبناء. كانت المرأة متديّنة واقتصادية للغاية برغم ثروتها الهائلة، وتميّزت بأسلوبها الفريد في اختيار قطع الملابس وانتقاء أكسسواراتها الملونة. حقيبتها السوداء التي لا تستغني عنها يُقال أنها تتواصل من خلالها مع موظفيها بإرسال إشارات عبر طريقة حملها. عملت على تثبيت الاستقرار داخل الأسرة التي واجهت أزمات عائلية وتعرّضت لانتقادات الصحافة. وصفت الملكة الراحلة بأنها “صخرة الاستقرار” عبر معظم سنوات القرن المضطرب. لكن الصخرة هوت و”العصر الإليزابيثي” انتهى ليبدأ “عصر تشارلز.
إعداد: رانيا برو
تنفيذ: غادة مسلم