وأد الفتنة في العراق والكاظمي يلوّح بالاستقالة
استعاد العراق الهدوء، بعد موجة احتجاجات عنيفة ومقلقة أوقعت قتلى وجرح. واستطاع عي التيار الصدري السيد مقتدى الصدر سحب فتيل الفتنة من الشارع العراقي بعد إعلانه اعتزال العمل السياسي.
وعادت الحركة إلى شوارع بغداد بعد أن انتشرت القوات الأمنية وتمّ رفع حظر التجول في الطرقات.
لكن رغم انحسار العنف في الشارع، هدّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالاستقالة إذا استمرت الأوضاع السياسية المعقدة.
وأعرب الكاظمي عن استياءه من التدهور الأمني الذي شهده العراق أمس ووصفه بالواقع المخزي، وفي كلمة متلفزة انتقد الحالة التي يمر بها العراق بسبب التناحر السياسي والخروقات الأمنية من قبل قيادات عسكرية وصفها بغير المنضبطة.
وشدد الكاظمي على ضرورة تنازل القوى السياسية في البلاد مطالبها واشتراطاتها وإطلاق حوار شامل ينهي حالة الانسداد السياسي.
وحذر رئيس الحكومة العراقية من أن التناحر بين القوى السياسية على السلطة سيدفعه إلى الإعلان عن خلو منصب رئيس الوزراء بحسب المادة 81 من الدستور.
يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية العراقي خلال لقائه مستشار الأمن القومي الإيراني إن أي عمل يضر ببلدنا سيعقد المشهد.
وقال الكاظمي على “تويتر” أيضاً إنه يثمن دعوة هادي العامري، وكل المساهمين في التهدئة، ومنع المزيد من العنف. وحث الجميع على تحمل المسؤولية الوطنية لحفظ الدم العراقي.
وذكر أن كلمة الصدر تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات.
وفي كلمته، الثلاثاء، أعلن زعيم التيار الصدري أن البلاد رهينة للفساد والعنف. ودعا مؤيديه إلى الانسحاب التام خلال 60 دقيقة بعد يومين من المواجهات بينهم وبين فصائل أخرى وقوى أمنية أوقعت 23 قتيلاً. وقال: “سأتبرأ من أنصار التيار الصدري إذا لم ينسحبوا من الاعتصام خلال ساعة”.
وقدم الصدر اعتذاره للشعب العراقي على العنف في البلاد.
بدوره، شكر رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، الصدر على دعوة أنصاره للانسحاب، وقال إن “موقف الصدر بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير”.
كلمة الكاظمي جاءت بعد وقت قصير لخطاب ألقاه الرئيس العراقي برهم صالح، أثنى فيه على دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أنصاره إلى الانسحاب من الشارع، لأجل كبح جماح الفوضى، واصفاً الموقف بـ”الشجاعة”.
وذكر برهم صالح، في كلمة إلى الشعب العراقي، إن استمرار الوضع الراهن سيمكن الفساد أكثر ويهدد الدولة، مضيفاً أن إجراء انتخابات مبكرة وفقاً لتفاهمات وطنية يعد مخرجاً من الأزمة.
وأضاف الرئيس العراقي “نحن بحاجة إلى إصلاحات جذرية تعالج الخلل في منظومة الحكم، لافتاً إلى إن “الأزمة السياسية مرتبطة بمنظومة الحكم وعجزها”.
وأشار برهم صالح إلى ضرورة إطلاق حوار وطني شامل يضم جميع القوى، موضحاً أن الحوار الوطني يجب أن يركز على كيفية إجراء الانتخابات المبكرة وتشكيل الحكومة.
واستجاب أنصار التيار الصدري لدعوة الصدر إلى الانسحاب الفوري من الشارع وإنهاء الاحتجاجات التي عمت مناطق واسعة من البلاد، يوم الاثنين.