انتخابات

توجيهات جديدة للأصوات التفضيلية في جبيل لمنع وصول مرشح الثنائي!

خاص أحوال

يشغل المقعد الشيعي في جبيل رؤساء اللوائح الانتخابية والأحزاب المسيحية المناهضة لحزب الله في دائرة جبيل كسروان. وتدور حوله حربًا ضروسًا لمنع وصول مرشح الثنائي الوطني رائد برو.

وفي الدائرة 8 مقاعد موزّعة بين 5 مقاعد مارونية في كسروان، مقعدين مارونيين في جبيل ومقعد شيعي. وبين انتخابات 2018 و2022 شهدت هذه الدائرة ارتفاعاً في عدد المرشحين من 38 إلى 47 مرشحاً. وبلغ عدد الناخبين فيها 182524 من بينهم ١٨٦٦٩ ناخباً شيعيًّا. في العام 2018 اقترع نحو ١١٥٠٠ ناخباً شيعيّاً، وتمكّن يومها النائب مصطفى الحسيني، الذي ترشح على لائحة “عنا القرار” مع النائب فريد هيكل الخازن، من الفوز بـ 256 صوتأً. ولم يتمكّن مرشح “حزب الله” حسين محمد زعيتر من الفوز بالمقعد على الرغم من نيله 9369، لأّن لائحته لم تؤمن الحاصل.

أمّا في انتخابات 2022، فيشهد المقعد الشيعي زحمة مرشحين وفي عقلهم إعادة سيناريو انتخاب الحسيني. فقد ترشّح: رائد برو مرشح “حزب الله” المتحالف مع “التيار الوطنيّ الحرّ” على لائحة “كنا ورح نبقى”، النائب السابق محمود عواد الذي ترشّح على لائحة “القوات اللبنانية” “معكم فينا للآخر”، أحمد المقداد على لائحة فريد هيكل الخازن “قلب لبنان المستقبل”، أمير المقداد مع النائب المستقيل نعمة افرام في لائحة “صرخة وطن”، طلال المقداد على لائحة المجتمع المدني “نحنا التغيير”، مشهور حيدر على لائحة فارس سعيد ومنصور البون “مع الحرية قرار”، وفرح ناصر المرشح على لائحة “قادرين”.

تحالف “حزب الله” و”التيار الوطنيّ الحرّ” قطع الطريق أمام السيناريو السابق، وصبّت الدراسات والإحصاءات على حسم نيابة رائد برو وبأنه سيكون الأوفر حظاً بتأمين لائحته 3 حواصل. ورغم أن هذا السيناريو هو الأكثر واقعية في دائرة جبل لبنان الأولى، لكون “حزب الله” يحشد جمهوره ويدعوه للاقتراع بكثافة لتأمين وصول مرشحي “التيار” سيمون أبي رميا في جبيل وندى البستاني في كسروان. إلا أن خصوم الحزب يصرون في الأيام الأخيرة على عكس التوقعات بالعمل عكس التيار وحشد التصويت لمرشح شيعي آخر يفوز بالمقعد الوحيد في الدائرة.

ولهذا الهدف تنشط الماكينات الانتخابية لسيناريو جديد لإلحاق الهزيمة بلائحة التيّار الوطني الحر وحزب الله لضمان عدم حصول لائحة “كنّا ورح نبقى” على ٣ حواصل وتقدم المرشحَين المارونيين بالأصوات التفضيلية فيفوز حينها مرشح شيعيّ من لائحة أخرى.

وفي جبيل أيضًا يجهد الكتلوي السابق ورئيس حزب السلام روجيه إده إلى حشد الأصوات التفضيلية للائحة النائب فارس سعيد، التي يدعمها المصرفي نقولا الصحناوي عبر منصور البون. وفيما يأمل سعيد أن ينجح مرشحه الشيعي على اللائحة فإنه لا يُمانع أن تصب الأصوات للائحة مرشح شيعي آخر في مواجهة مرشح الثنائي رائد برو.

وجهة الاصوات التفضيلية للكتائبيين في جبيل، كانت تركتها قيادة الصيفي لمزاج الملتزمين والمناصرين لاختيار ما يتناسب مع خصوصيتهم المناطقية. ولاحقًا دعت إلى التصويت للائحة النائب نعمة افرام المتحالفين معها بغية رفع حظوظها بقنص المقعد الثاني على أن يكون من حصّة كسروان وتحديداً لنائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، ما أثار حساسيات داخل اللائحة التي تضم افرام ووجوه تغييرية إلى جانب حزبي الكتائب والكتلة الوطنية.

لكن فرط اتجاهات التصويت رغم ما جمعته شعارات التغيير والسيادة عاد ليجمعه المال. فممولي اللوائح وداعميها من مصرفيين ورجال أعمال يصرون على أن تكون المعركة ضدّ مرشح الثنائي في جبيل رائد برو، وقد طالبوا في اليومين الماضيين بتوجيه أصوات الكتائب والكتلة التفضيلية في جبيل نحو المرشح على لائحة افرام أمير المقداد حصرًا في جبيل، على أن تكون التعويضات مُجزية!.

وقد شهد اليومين الماضيين جدالاً واشتباكات داخلية في اجتماعات الماكينات الانتخابية الكتلوية والكتائبية، أثار الكثير من الحساسيات لدى حلفائه على اللوائح، كونه ينطلق من مبدأ استغلال التحالف معهم والتسلّق على أصواتهم لإيصال مرشّحين محدّدين، ما قد يدفع العديد من الناخبين إلى مقاطعة اللوائح التي تضمّ مرشّحي الصيفي تجنّباً من أن يُصبحوا مجرد أرقام في الحسابات الانتخابية.

على خط آخر، نشب بين المرشحين في لائحة القوات في جبيل زياد حواط وحبيب بركات، على خلفية قرار معراب توزيع الصوت التفضيلي. ويصر الحواط، الذي يلتزم سقفًا عاليًا لخطابه الموجّه ضد حزب الله، على أن يستأثر بالصوت التفضيلي في القضاء، وخصوصًا في إهمج مسقط رأس بركات وأيضًا قرية نائب التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا، فيما يعتبر الأخير أن من حقّه أن يحظى بأصوات أبناء بلدته القواتيين.

وتعوّل الماكينات الانتخابية وموليها وداعميها على صب أصوات المغتربين الذين اقترعوا في الخارج لصالحها وإضعاف حاصل لائحة “”كنا ورح نبقى” رغم أن عدد المقترعين لم يقترب من عدد المسجلين: ففي كسروان 7290 ناخباً وفي جبيل 5852 ناخباً.

لكن فرز أقلام الاقتراع وفق عدد الأصوات فقد أظهرت أن في كسروان اقترع حوالي 3600 ناخب، في جبيل حوالي 3100 ناخب. الأمر الذي سبّب خيبة أمل للسياديين والتغييريين على حد سواء.

هل ينجح معارضو حزب الله في إعادة توجيه اتجاهات الأصوات التفضيلية من جيوب المرشحين المسيحيين، أم يتقدمون في 16 أيار لتهنئة نائب جبيل الجديد عن المقعد الشيعي رائد برو؟ النتيجة يوم الاثنين المقبل.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى