سياسة

قرار حزب الله بمنع السفر عن عناصره: لماذا سُرّب إعلامياً وما هي أهدافه؟

ليس من عادة حزب الله أن يتحدث أو يُسرّب أموراً عسكرية تتعلق بتدابير يتخذها، فالسرية هي من الأمور التي تميز عمل المقاومة، إلا أن تسريب قرار قيادة حزب الله بشأن منع السفر عن عناصره يأتي لسببين رئيسيين بحسب مصادر متابعة.
في البداية، تكشف المصادر أن قرار الحزب يتعلق بالمتفرغين والمتعاقدين، ولم يطال حتى اللحظة “شباب التعبئة”، مشيرة الى أن القرار ترافق مع رفع مستوى الجهوزية القتالية، وهو يراه العدو الإسرائيلي دون أن يكون مرئياً لعين اللبنانيين.
إن القرار بحدّ ذاته يهدف بحسب المصادر للتحضير للتصعيد الممكن على جبهة لبنان والعدو الإسرائيلي، والتجهيز لكل الإحتمالات التي من الممكن أن تحصل خلال الأسبوعين المقبلين، إنما تسريب القرار بحسب المصادر له هدف آخر وهو إرسال رسالة واضحة الى الكيان بأن المقاومة لا تمزح بشأن المهلة، مشددة على أن تسريب القرار هو بمثابة “تصعيد” جديد بعد حادثة المسيرات فوق كاريش.
حتى الآن، لا تزال كل السيناريوهات مفتوحة، وبالتالي من المنطقي أن تذهب مختلف الجهات المعنية إلى أخذ الإجراءات الإستعدادية لذلك، لا سيما على المستوى العسكري، وهو ما يبرر التهديدات والتحذيرات التي كانت قد أطلقت على مدى الأيام الماضية.
على الرغم من أن هذه التهديدات أو التحذيرات قد تكون من أدوات التفاوض غير المباشرة، إلا أن ذلك لا يلغي معادلة أن نسب الذهاب إلى المواجهة العسكرية ترتفع مع مرور الوقت، نظراً إلى أن إسرائيل كانت قد سربت أن إستخراج الغاز من حقل كاريش من المفترض أن يتم في شهر أيلول، بينما “حزب الله” أكد، في أكثر من مناسبة، أن المهلة غير مفتوحة، وممنوع على العدو استخراج الغاز قبل حصول لبنان على حقوقه والسماح للشركات بالعمل في البحر اللبناني.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى