مجتمع

مصائب الأزمة الاقتصادية عند الصناعة الوطنية فوائد

على الرغم من المآسي التي يعيشها اللبنانيون نتيجة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة، إلا أن بارقة أمل شقت فجوة في جدار الصناعة، فبعض مصانع النسيج والملبوسات التي كانت قد أغلقت أبوابها في سنوات خلت، نتيجة الاستيراد من الخارج ومزاحمتها للبضاعة الوطنية، عادت لتفتح أبوابها من جديد.

عتاب عبدالله، تاجرة ألبسة في بيروت وعلى تماس مع ثلاثة معامل للخياطة، تؤكد  أن العديد من المنتجات تجري اليوم خياطتها في لبنان بعد أن كانت تستورد من الصين وتركيا، لعدّة أسباب أبرزها انخفاض كلفة تصنيعها مقابل كلفة استيرادها، خصوصًا مع انهيار سعر اللّيرة مقابل الدولار الأميريكي، وأيضًا عدم قدرة التجار على السفر إلى الخارج للتبضع بسبب ارتفاع كلفة السفرعما كانت عليه، لذلك اتضح أن إنتاج العديد من الأصناف محليًّا يبقى أقل تكلفة من استيرادها من الخارج وبجودة ممتازة.

وتلفت عتاب لـ “أحوال” إلّى أنّ هناك الكثير من القدرات اللّبنانية في تصميم الملابس وخياطتها وأنّ العديد من المعامل عادت للعمل من جديد وتطلب عمالاً وخيّاطين من أجل انطلاق عجلة الإنتاج وتلبية السوق المحلّي، مشيرة إلى أنّ الإنتاج اللّبناني يتطور بسرعة إذا لاقى الدعم والاهتمام اللّازمين وهو قادر على المنافسة.

وتقول إنّ السلع المنتجة محليًّا يستطيع التاجر أن يراعي فيها الزبون أكثر من المستوردة كون كلفة الإنتاج أقل من الاستيراد وهذا ما يقوم به التجار مع زبائنهم من أجل تلبية احتياجات الناس، خصوصًا انّ الطلبيات باتت أقل لانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، آملة أن تتمكن المصانع اللّبنانية من إنتاج مصنوعات تفتقدها المعامل اللّبنانية كالصناعات الصوفية لكي يحقق السوق اللّبناني اكتفاءه الذاتي بعيداً عن الاستيراد.

“أحوال” اتصل بوزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله الذي أكد أن هذه الخطوة تعدّ بارقة أمل للصناعة اللّبنانية على أمل أن يصبح لدى لبنان القدرة على تأمين اكتفائه الذاتي في الصناعة والزراعة وغيرها وحتى قدرته على التصدير للخارج، مشدداً على ضرورة تكاتف الحكومة مع القطاع الخاص لتعزيز الصناعة الوطنية.

وأكّد حب الله صدور سلّة التحفيزات الصناعية التي كانت قد أقرّت في العاشر من آب بقيمة 470 مليار ليرة لبنانية والتي تشمل قروضًا للصناعيين والمستثمرين في القطاع الصناعي ولمستوردي المواد الأوّلية وللحرفيين، كذلك دعم الصناعات الجديدة والصناعات الموجودة حاليًّا والعمال وغيرهم من المساهمين في عملية الإنتاج.

يقال إن الأزمات والحاجة تولدان العزيمة والإصرار، وهذا ما قد تنتجه الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان والتي أرخت بظلالها على جميع القطاعات، فمن تحت هذا الرماد ربما يبزغ فجر الصناعة اللّبنانية من جديد بعد أن كانت في القديم تنافس العديد من الدول الأوروبية في النسيج والحرير والصناعات الغذائية، حتى أتت السياسات الحريرية ومن دعمها لثلاثين عامًا وقضت عليها بشكل شبه نهائي، فهل ترجع الصناعة الوطنية إلى عهود الازدهار القديمة ليعود معها شيء من الحياة إلى الاقتصاد اللّبناني؟

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى