سياسة

تسريب مقصود لأسماء مرشحي الرئاسة لمراقبة ردات الفعل

اقتراح باسيل حول انتخاب الرئيس: المسيحيون أولاً ثم اللبنانيين

يُطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي مع كل عظة حرمة جديدة على الملف الرئاسي، فتارة يتحدث عن عدم جواز تسليم صلاحيات الرئاسة الى حكومة تصريف أعمال، وتارة أخرى يتحدث عن عدم جواز عدم وجود تصور واضح لمرشحي الرئاسة، وطوراً عن عدم جواز الوقوع في الفراغ الرئاسي، لكن سيد بكركي يعلم أن محاولاته لحجز موقع متقدم في لعبة اختيار رئيس الجمهورية لن تكون قابلة للنجاح.

“الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصّراعات ولا يجوز في هذه المرحلة أن نسمع بأسماء مرشحة من هنا وهناك ولا نرى تصوّراً لمرشح”، قال البطريرك الماروني في عظة الأحد، علماً أن أسماء المرشحين تخرج من لقاءات بكركي مع السفراء الأجانب، ومرشحي بكركي لم يقدموا تصورهم بعد.

مع كل زيارة دبلوماسية الى بكركي تخرج الى الإعلام مجموعة جديدة من الأسماء، وبحسب مصادر نيابية في فريق 8 آذار، فإن السفراء الأجانب وتحديداً سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، يسرّبون عمداً عبر أصدقائهم في لبنان مجموعة من الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية لأجل تحليل ردات الفعل السياسية والشعبية حولها، لذلك نسمع كل أسبوع بمجموعة جديدة من المرشحين.

قبل انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية حاولت بكركي لعب الدور نفسه الذي تسعى إليه اليوم عبر ابتكار ما سُمي يومها “الأربعة الأقوياء”، لكن مسار الإنتخابات كان واضحاً بأنه مسار سياسي يستهدف إيصال ميشال عون الى الرئاسة، بغض النظر عن “كل الأقوياء في الطائفة”، وهذه المرة أيضاً ستُحدد هوية الرئيس بحسب طبيعة الأجواء السياسية الإقليمية، وبحسب مصالح فريق 8 آذار وحلفائه.

يحاول طامحو الرئاسة من المسيحيين الحصول على البركة البطريركية، آخرهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي بحسب مصادر سياسية يحاول بكل الوسائل لعب دور أساسي في انتخابات الرئاسة، منافساً رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي خسر ورقة قوة كبيرة بانحياز رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى جانب التفاهم مع حزب الله حول اسم الرئيس المقبل، وآخر محاولات باسيل كانت اقتراحه انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، علماً أن اقتراحه هذا يبقى في إطار المزيدات السياسية بحال لم يتحول الى اقتراح قانون في المجلس النيابي لأجل تعديل الدستور.

نعم يريد باسيل انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، لكنه بنفس الوقت يعتبر نفسه المدافع الأول عن حقوق المسيحيين، لذلك فإن اقتراحه لا يمكن أن يكون منطقياً بالشكل الذي خرج الى الإعلام، والمدقق في كلام باسيل بهذا الخصوص يُدرك أن رئيس التيار الوطني الحر لن يرضى بأن يتم اختيار الرئيس بأصوات المسلمين الذين يشكلون ثلثي عدد السكان اللبنانيين.

بالنسبة الى باسيل فإن انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب يجب أن يحصل على مرحلتين، مرحلة أولى تخص المسيحيين لوحدهم، بحيث يصوتون هم لمن يرغبون بوصوله الى الرئاسة، ومرحلة ثانية تخص اللبنانيين حيث يصوتون لمرشح من أصل اثنين أو ثلاثة حصلوا على أعلى عدد أصوات مسيحية، وبالتالي فإن اقتراح كهذا لن يمر لأنه يساهم بالتقسيم والطائفية، بدل اقتراح قانون بإلغاء التقسيم الطائفي للرؤساء.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى