هذه خطورة التعرض المطول لاحتراق الحبوب في الاهراءات!
تناولت النائبة نجاة صليبا موضوع التعرض المطول للجسيمات الدقيقة والمواد المسرطنة المنبعثة من احتراق طويل الأمد للحبوب في صوامع الميناء في بيروت.
وفي المؤتمر الصحافي عقدته في مجلس النواب، قالت صليبا: “من المعلوم أن الحبوب الموجودة في الصوامع والمتعرضة للحرارة والرطوبة باستمرار، تشكل مصدر خطر كبير على الصحة والسلامة”، لافتة الى ان التخمير هو مصدر لانبعاث بعض الغازات السامة كثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، وباحتراق هذه الغازات قد يصل أول أكسيد الكربون إلى مستويات خطيرة.
واشارت صليبا الى ان “الحريق بدأ منذ قرابة الشهر، ومع إهمال أطنان الحبوب وتركها دون معالجة، بدأت انبعاثات هذه الغازات السامة والمركبات العضوية السرطانية المتطايرة، إضافة إلى الجزيئات ذات الأحجام المختلفة بما في ذلك الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها أو يساوي 2.5 ميكرومتر (PM2.5). هذا عدا الكثير من المواد الكيميائية المختلفة”، مضيفة: “وبالتالي، إن استنشاق دخان الحريق ولو لفترة قصيرة، يزعج العينين والأنف والحنجرة، ويمكن أن يسبب آثارًا حادة وجدية على الفور، سرعان ما تختفي بعد فترة وجيزة”.
وتابعت: “من ناحية أخرى، إن التعرض للدخان لفترات قصيرة بشكل متكرر أو لفترة طويلة، قد يؤدي لآثار صحية طويلة الأمد. وقد أثبتت الدراسات أن التعرض لفترة طويلة للهواء الذي يحتوي على الجزيئات PM2.5 بشكل مباشر، يؤدي إلى زيادة أمراض القلب، والأوعية الدموية، وبالتالي نسبة الوفيات”.
واضافت: “وتزداد خطورة الموقف في المناطق التي تشهد ارتفاعًا في نسبة تلوث الهواء بهذه الجسيمات الدقيقة. “وحدّث ولا حرج” هذا هو الحال في مدينتنا بيروت نتيجة الانبعاثات الهائلة لأبخرة مولدات الديزل ومحركات السيارات القديمة وغير المنظمة. والأهم من ذلك، أن الخطر الناجم عن التعرض لهذا الهواء الملوث، لا ينحصر فقط في المناطق القريبة من مصدر الانبعاثات. فقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الخطر يمتد للمناطق البعيدة أيضَا، بسبب التفاعل الكيميائي لجزيئات الدخان”.
هذا وأشارت صليبا الى ان “في ضوء ما تم تقديمه وعرضه، نؤكد أن ترك الحبوب المحترقة في صوامع المرفأ تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا على سكان بيروت. وإذا تركت النار دون احتوائها، سيستمر انهيار الصوامع واحدةً تلو الأخرى، وهذا يعدّ بحد ذاته مصدرًا رئيسيًا للجزيئات PM2.5 مما يؤدي إلى تفاقم حالة الخطر التي نعيشها. وبناءً على ذلك، نطالب الوزراء المعنيين بالرد على الأسئلة التالية، ووضع خطة تدخل فورية لحل المشكلة.
أسئلة للوزراء:
- ما هي خطة مجلس الوزراء لإخماد النيران القائمة؟
- ما هي خطة مجلس الوزراء لإزالة مصدر الحريق وتجنب أي كارثة في المستقبل القريب؟
- هل مجلس الوزراء مستعد وجاهز لتعويض كل من أدخل إلى المستشفيات وأقسام الطوارئ بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي أو في القلب والأوعية الدموية التي قد تكون نتيجة الحريق المندلع منذ 7 تموز والمستمر حتى تاريخ هذا المؤتمر الصحافي؟
- نترقب خطة واضحة وأجوبة على أسئلتنا خلال اليومين القادمين، وإلا فإننا سنحول طلبنا الى استجواب الوزراء المعنيين”.
وختمت كلامها بالقول: “كما سنتواصل مع كل من اللجان النيابية المختصة من بيئية وصحية وغيرها… لن نصمت قبل وضع حد لهذه الكارثة الخفية التي تفتك بالمدينة وبسكانها”.