سياسة

ايها التغييريون.. علامَ تختلفون؟

شهر وبضعة أيام مضت على اكتمال صدور نتائج الانتخابات النيابية في الخامس عشر من آيار الفائت و “اجتماعات التغييريين” ما تزال مفتوحة كما قال أحدهم بالأمس (وعددهم ثلاثة عشر كما يقال) النائب ياسين ياسين من أجل التقولب تحت شمسية “كتلة التغييريين” لكي يشاركوا بالاستشارات النيابية ككتلة واحدة، مع العلم بأن دوائر القصر الجمهوري قد وزعت مواعيدهم يوم الخميس المقبل في الثالث والعشرين من حزيران الحالي كفرادى وفق ما تسلمتها من ساحة النجمة.

فماذا تنتظرون أيها “النواب التغييرون” كي تتجمعوا في بوتقة واحدة؟ ام لعلكم تنتظرون ضوءاً أخضر من مكان ما على هذه “البسيطة” لكي يحل عليكم “روح قدس” إقليمي او دولي لتنطلقوا “في التبشير” وفق أجندات مدروسة ومحددة بالإسم والإتجاه المرصود؟

**ألستم انتم الذين كنتم تشاركون في التظاهرات وقطع الطرقات بالأجساد “أحياناً” لكي “تغيروا” النظام الفاسد الذي نهب الدولة واموال الناس كما كنتم ترفعون الشعارات؟

** ألستم انتم الذين شاركتم في “الهجومات المسلحة” بالعصي وما ملكت أيديكم من شوارع البلديات، لكي تقتحموا أبواب ساحة النجمة الستة وتسقطوا النواب الذين لم يشرّعوا ما يفيد طوال عقود من الزمن.

**ألستم أنتم من هاجم وزراء في مكاتبهم وحطم رموز الدولة التي كانت تغض الطرف “من خلال قواها الأمنية” عن ما كنتم تقترفونه. بحجة ان اولئك المسؤولين تقاعسوا عن القيام بأبسط مسؤولياتهم للجم التدهور الذي كان يتفاقم بدون رادع او وازع؟

** الستم أنتم من رفع شعار “كلن يعني كلن” فيما كنتم تستثنون من يعني لكم شيئاً، فيما يبدو جلياً انكم انتم من هذا الكل؟

اليوم هاكم لا تستطيعون التوافق على الاندماج في كتلة واحدة لأن افكاركم مشتتة وبعيدون عن بعضكم البعض. فهل بهذا الاسلوب ستعيدون بناء لبنان الذي حلم به “اللبنانيون الأنقياء” الذين نزلوا الى الشوارع في السابع عشر من تشرين الأول 2019 وصدّقوا انكم طريق الخلاص للبنان من أزماته. وتشبثوا باختياركم لكي تمثلوهم في الموقع التشريعي الأول. فاذا بكم لا تتفقون على قشور المواقف. فهل ستستطيعون بهذه العقليات ان تعيدوا بناء الوطن الذي يعلّق عليه أبناءه الآمال؟

فاذا كنتم لا تحسمون خياراتكم مجتمعين على اسم لرئيس مجلس النواب أو اسم لرئيس حكومة، فكيف ستتوافقون “اذا اجتمعتم” على من سيمثلكم في مجلس الوزراء او تجزمون بالتوجه شرقاً أو غرباً، او بلازمة التطبيع او رفضه او بالعلاقات مع هذه الدولة العربية او تلك؟

الواضح أن المشكلة باتت في تركيبة الانسان اللبناني ككل، وليس في من يمثله في هذا المجلس النيابي أوذاك، فالأمر بنطبق عليه المثل العربي القائل:”فالج لا تعالج”!

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى