منوعات

زيادة التغذية الكهربائية: فواتير “الدولة” بالملايين وفواتير المولدات لن تنخفض

يبدو أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض فقد الأمل بنجاح مشروعه الوحيد الذي رافق عمله بوزارة الطاقة وهو استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر لتشغيل معملي دير عمار والزهراني على الغاز، فبادر منذ شهر ونصف الشهر تقريباً للبحث عن حلول جديدة تُتيح عدم الوصول الى العتمة الشاملة نهاية الصيف الجاري، خاصة بحال لم يُبادر العراق لمنح لبنان المزيد من الهدايا النفطية.

اقترح وزير الطاقة شراء الفيول لتشغيل المعامل الموجودة لتغذية لبنان بحدود 8 الى 10 ساعات كهرباء يومياً، وتمويل عمليات الشراء هذه عبر زيادة التعرفة، وهو ما كان يجب أن يحصل منذ سنوات طويلة كون مؤسسة كهرباء لبنان كانت تبيع الكهرباء “بخسارة” طيلة سنوات.

في اقتراح الوزير، رفع سعر الكيلو وات من أول 100 مستهلكة، الى 10 سنتات، ومن ثم 27 سنت للباقي من الاستهلاك، على أن يكون هناك أيضاً تعرفة ثابتة لكل أمبير 21 سنت، ولبدل التأهيل 4.3 دولارات أميركية. وهنا احتساب الدولار يكون على سعر منصة صيرفة.

وتوقع الوزير أن تكون الكلفة الشهرية للفيول ما بين 130 و150 مليون دولار بحسب أسعار النفط العالمية، على أن يكون التمويل بالدولار عبر مصرف لبنان، بعد تحويل قيمة الفواتير المحصّلة بالليرة على أساس سعر منصة صيرفة.

للوهلة الأولى يُمكن القول أن هذا الإقتراح هو الأنسب في الوقت الراهن، إذ لا يمكن التعويل على وعود أميركية وغير أميركية بما يخص تأمين الطاقة، ورغم وجود معلومات عن نية لدى العراق لتمديد المكرمة للبنان بعد شهر أيلول، لكن عند تفصيل الإقتراح يتبيّن وجود بعض النقاط التي لا بد من ذكرها.

ينبغي التركيز هنا على أمر أساسي هو قيمة الفواتير التي سيدفعها المواطن، خاصة بظل الحديث عن انخفاض مرتقب لفاتورة المولدات بحال طُبّق اقتراح وزارة الطاقة، وهو ما يجب نفيه جملة وتفصيلاً، إذ أن قيمة ما سيدفعه المواطن شهرياً سترتفع أكثر من 10 أضعاف بالنسبة لفاتورة كهرباء لبنان، ولن تنخفض ليرة واحدة بالنسبة لفواتير المولدات، بل على العكس ستشهد هذه الفواتير ارتفاعاً كلما ارتفع سعر المازوت عالمياً، وكلّما انخفض عدد المشتركين أيضاً، وهذه نقطة مهمّة للغاية.

يزيد أصحاب المولدات من قيمة فواتيرهم كلّما انخفض عدد المشتركين وذلك لتعويض النقص، وهم فعلوا ذلك في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد انخفاض أعداد المشتركين الذين فضّلوا الإنتقال الى نظام الطاقة الشمسية. وبالتالي سيدفع المشترك الثمن، بحال قرر مواطنون آخرون التخلي عن اشتراك المولد والإكتفاء بساعات التغذية التي تؤمنها كهرباء لبنان.

كذلك وبحسب حسابات بسيطة، يعتمد أصحاب المولدات اليوم على نظام تقنين يؤدي لتشغيل مولداتهم ما بين 14 و16 ساعة، وبالتالي هناك 8 الى 10 ساعات تقنين، ستقوم كهرباء لبنان بتغطيتها بحال تم السير بالإقتراح، ما يعني أن كهرباء لبنان لن تحلّ بدل كهرباء المولدات، وفي حين سترتفع الفاتورة الاولى، لن تنخفض الثانية.

إن صرف 200 كيلو وات فقط من كهرباء لبنان سيجعل الفاتورة بحسب سعر صيرفة اليوم، حوالي مليون و100 ألف ليرة، علماً أن المواطنين كانوا ينتظرون “كهرباء الدولة” لتشغيل المكيفات وسخان المياه، بينما فاتورة المولد اليوم الثابتة للخمسة أمبير تبلغ 4 ملايين ليرة، وبالتالي سيكون على المواطن دفع ما يزيد عن 5 مليون ليرة شهرياً للكهرباء بالحدّ الأدنى.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى