“نيو” حريري اليوم في بعبدا وعين التينة وهذه مواقف القوى السياسية من طرحه
عون وبرّي ينتظران الحريري بانفتاح.. وحذر
ينطلق اليوم العدّ العكسي لموعد الإستشارات النيابية الملزمة المحدّدة يوم الخميس المقبل، وتنطلق معه جولات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لعرض رؤيته التي أطلقها الأسبوع الماضي، والتي حملت رسمياً ترشّحه إلى منصب رئاسة الحكومة، فما هي مواقف القوى السياسية الأساسية من طرح الحريري؟
يتحدّث أغلب من استمع إلى مقابلة الحريري عن أن التغيير لم يطل شكل الرجل ووزنه فقط، بل يمكن القول أن المقابلة كانت فرصة للإعلان عن “نيو” حريري في لبنان، الأمر الذي يبعث على التفاؤل بحال كانت التغيير إيجابياً، وهو ما سيظهر حتماً خلال الأيام المقبلة.
“الوطني الحر” مع الحريري بحكومة تكنوسياسية وضده بحكومة إختصاصيين
ترى مصادر سياسيّة مطّلعة أن الحريري الذي رفض العودة إلى رئاسة الحكومة طيلة الأشهر الماضية بدّل رأيه بسبب معطيات جديدة لا يملك حقيقتها سواه، مشيرة إلى أنه يُتوقّع أن يعرضها اليوم على كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، كاشفة أن لقاء الحريري مع زملائه بنادي رؤساء الحكومات السابقين، أمس، كان إيجابيّاً للغاية، وسينطلق الحريري من نتائج هذا اللقاء إلى استحقاقات اليوم.
وبناءً عليه، تعتبر مصادر مقرّبة من القصر الجمهوري أن المواقف المسبقة من أي طرح حكومي لا يمكن أن تكون صحيّة في هذا الظرف، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن رئيس الجمهورية لا يضع فيتوات على أحد، وهو عبّر مراراً عن انفتاحه على الجميع بما يؤمن مصلحة لبنان وشعبه، مشدّدة على أن عون ينتظر الحريري في بعبدا بلا مواقف مسبقة.
ولكن موقف رئيس الجمهورية يختلف عن موقف التيار الوطني الحر، فالأخير وبحسب مصادر نيابية فيه، هو تيار سياسيّ له رأيه وموقفه، وهو وإن كان لم يمانع سابقاً من عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، إلا أنه عبّر عن رفضه ترؤس الحريري لحكومة اختصاصيين، على اعتبار أن رئيس المستقبل هو سياسيّ ورئيس كتلة نيابية، لا يجوز أن يترأس حكومة موظفين تابعين له، فيكون قد سيطر لوحده على السلطة التنفيذية.
وتضيف المصادر في التيار الوطني الحر: “نحن لا نقف بوجه أي أحد، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض علينا ما لا نقبل به، وبالتالي إذا كان طرح الحريري هو نفسه، بأن يترأس حكومة موظفين، تحت عنوان “الإختصاصيين”، فنحن لن نشارك بهذه الحكومة، وطبعاً لن نسمّي الحريري كرئيس مكلّف، ولن نسمي غيره أيضاً لكي لا يُعتبر موقفنا معرقلاً”، مشدّدة على أن موقف التيار لا يُلزم رئيس الجمهورية.
حركة أمل تتريّث.. مع بعض التفاؤل
تركت مقابلة الحريري التلفزيونية صدىً إيجابياً لدى عين التينة وحارة حريك، ولو أن رئيس “المستقبل” هاجم الطرفين بالجزء الأول من المقابلة، وبحسب مصادر مطّلعة على موقف حركة أمل، فإن الرئيس نبيه بري يتعامل بإيجابية مع طرح الحريري بانتظار التفاصيل بلقاء اليوم، وهو كان قد عمّم على المسؤولين بالحركة عدم الدخول في تفاصيل ما ورد بمقابلة الحريري، إذ أنه يريد انتظار اكتمال الصورة قبل أي تعليق.
وتضيف المصادر: “يعلم الثنائي أن الحريري هو المرشّح الأنسب لرئاسة الحكومة، أولاً لأنه الممثل الأول للطائفة السنية في لبنان، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على وحدة المسلمين، وثانياً لأنه الأكثر قدرة على التواصل مع الدول المعنية بمساعدة لبنان للخروج من محنته، وبالتالي لن يتغيّر هذا الموقف بالساعات المقبلة”، آملة أن يكون الحريري قد قرأ جيّداً تجربة مصطفى أديب، وأن ينطلق منها للوصول إلى نتائج إيجابية لأن العودة إلى الوراء مكلفة، والإنطلاق من مطالب الثنائي في تجربة أديب سيوفّر الكثير على الجميع.
بالنسبة إلى الحزب التقدمي الإشتراكي، فهو كان ولا يزال بحسب مصادر قيادية فيه، مع تسهيل ولادة حكومة إنقاذ وفق ما نصّت عليه المبادرة الفرنسية، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن كتلة اللقاء الديمقراطي ستعقد إجتماعاً خلال اليومين المقبلين، لتبني على نتائج الإتصالات التي ستأخذ مجراها الإثنين والثلاثاء.
القوّات تراجعت خطوة.. وجوابها الأربعاء ليلاً
كانت القوات اللبنانية من أشد المهاجمين للحريري وما حملته مقابلته من هجوم عليها، ومن ثم عبّرت على لسان قيادييها أنها لا تزال على موقفها الرافض لأي حكومة سياسية أو تكنوسياسية ولو كانت برئاسة الحريري، وأنها ترفض ترؤس الحريري لحكومة اختصاصيين، وهذا الموقف، وبحسب مصادر خاصة لـ”أحوال” نقله رئيس حزب القوات سمير جعجع
إلى المسؤولين الفرنسيين خلال زيارته باريس، مشيرة إلى أن الساعات الأخيرة حملت تراجعاً بموقف القوّات، إذ لم يعد الرفض مطلقاً، وباتت منفتحة على دراسة المستجدات قبل إعطاء الموقف النهائي، كاشفة أن القوات، كعادتها، ستعقد اجتماعاً للتكتل نهار الأربعاء ليلاً قبل موعد الإستشارات النيابية بساعات قليلة، وتُعطي الموقف النهائي.
محمد علوش