“The Lost City” فيلم المغامرة بنكهة كوميدية
ماذا يحدث عندما تتحوّل رواية لوريتا كاتبة سلسلة من الروايات الرومانسية الشهيرة ذات الخلفيات التاريخية القوية، إلى قصة حقيقية توصلها الى مدينتها المفقودة في إحدى رواياتها لتنطلق عبرها في أحداث مليئة بالمغامرات والأحداث المشوقة؟
ينتمي فيلم “The Lost City” الى فئة الأفلام التي تجمع متعة الضحك على أشياء ساذجة وغبية.. ساذج نوعا ما.. من المحتمل أن ينساه المشاهد سريعا.. لكن الى محبين الكوميديا، فيمكنهم أن يتركوا أنفسهم لمدة ساعة أو ساعتين في عالم من الضحك والأحداث الطريفة ليكون المدينة المفقودة الفيلم الأنسب لهم.
تقوم ببطولة الفيلم نجمة هوليوود ساندرا بولوك، في شخصية “لوريتا سيج”، وهي كاتبة روايات رومانسية شهيرة، وباحثة جادة، تعتبر الكتابة مصدر رزقها، لكن بعد وفاة زوجها فقدت الإرادة والطاقة لكتابة كتبها والترويج لها، الأمر الذي أثار استياء صاحبة دار النشر التي كسبت من ورائها الكثير، ومن أجل ارضاء الناشرة تضطر “لوريتا” إلى الظهور في حفل أدبي، وارتداء “Jumpsuit” وردي مطرز، لم تكن تتخيل ارتداء مثله يوما ما. تلتقي في الحفل بـ”آلان”، وهو موديل وسيم يظهر على أغلفة جميع رواياتها، ويلعب دوره في الفيلم النجم شانينج تاتوم.
مفاجأة العمل بحضور براد بيت ودانيال رادكليف
تبدأ حبكة الفيلم عندما تقع الكارثة ويتم اختطاف “لوريتا” على يد الملياردير غريب الأطوار “أبيجيل فيرفاكس” بدور النجم الشاب دانيال رادكليف، الذي يأمل في استخدام خبرتها الأنثروبولوجية لإستعادة كنز مدفون قديما في جزيرة أدغال بعيدة، لنشاهد “آلان” الذي يجد نفسه منجذبا إلى “لوريتا” لكنه غير قادر على التعامل مع غموضها، يحاول إنقاذها ومساعدتها في تلك الورطة العصيبة، وتستمر باقي أحداث الفيلم ما بين الصعود والهبوط في تلك المغامرة السخيفة، لتدرك لوريتا في النهاية أن إغلاق حياتها عليها فقط، إلى جانب لسانها الحاد في التعامل مع الآخرين، ليس بالشيء الذي سيصلح حياتها، وأن آلان قد يستحق قلبها وحبها.
الفيلم من توقيع المخرجين الأخوين آرون ني وآدم ني، الذين بدأ مسيرتهما الإخراجية عام 2006 بالفيلم المستقل “The Last Romantic”، وفي أحدث أفلامهما “The Lost City” نجحا سويا في تقديم جرعة مكثفة من المشاعر الرومانسية المرحة، والتي تلين القلوب المتحجرة، وبالطبع يعد كل من تاتوم وبولوك من أفضل النجوم في ذلك اللون السينمائي، ورغم أن البعض قد لا يصدق تلك القصة الرومانسية الخيالية؛ والتى يقع فيها شانينج الوسيم الشاب فى حب بولوك التى تكبره فى العمر؛ الا أنهما نجحا سويا بجعل قصة الحب تلك تبدو قابلة للتصديق؛ حتى مع الفارق فى العمر الظاهر بوضوح بين كل منهما؛ ومن أجمل تفاصيل الفيلم التي لا يمكن إغفالها، ظهور النجم براد بيت كضيف شرف في الفيلم، وهو الدور الذي لن نحرقه لعشاق براد بيت.
ثنائية ساندرا بولوك وتشانينغ تاتوم
يقدم الفيلم جانب مميز من تشانينغ تاتوم، الجانب الذي لطالما أعجب المشاهدين في أول فيلم من إخراجه Dog، حيث لعب دور رجل جذاب لكن أحمق. وبفضل سحره الأحمق إلى جانب الحضور الرائع لساندرا بولوك، فإن الفيلم يتمكن من النجاة، حتى عندما تبدأ مدته الطويلة الممتدة على 112 دقيقة تبدو لا نهائية، وتبدأ النكات تصبح أقل إضحاكاً.
سواء كانت المشكلة في الإنتاج هي نتيجة كثرة المشرفين على الفيلم أم لم تكن، فإن الفيلم يبدو أن نصفه فقط ينجح في أي مشهد، سواء بين خيوطه العديدة التي يتم إهمالها، أو انحرافاته نحو حبكات جانبية غير مضحكة، أو سلسلة النكات التي يتم إلقائها من وراء الشاشة. لكن عندما يكون الفيلم واثقاً لهذه الدرجة بطاقم نجومه وما يمكنهم تقديمه، فلا يمكن لأي قدر من مخاطر الإخراج أن تمنعه من أن يكون ممتعاً.
تُعطى شخصية بولوك ثقلاً عاطفياً حيث يعرفنا فيلم The Lost City على لوريتا من خلال صور لها إلى جانب زوجها المتوفى الآن، والذي تسبب موته في انعزالها عن العالم. وهذا يمثل تغييراً عاطفياً كبيراً في فيلم يعج بالنكات، لكنه يتيح الفرصة لبولوك لإضفاء لمسة من الجدية حتى على تفاعلاتها الأكثر إضحاكاً وكوميدية، مما يعطي تناقضاً رائعاً مع آلان ذو الشخصية الحمقاء. وعندما تمر لوريتا بأكبر محنها، فإن آلان يصبح شبيهاً بكتاب مغلق تكتشفه هي والجمهورفصلاً فصلاً، غالباً من خلال اهتمامه الحقيقي بها. لكن الرومانسية القوية والكوميدية في آن واحد تعوض عن الأمور التي لم تنجح.
أما من ناحية الحبكة العاطفية فقد لا تعمل على النحو المطلوب. فلكي تخرج لوريتا من روتينها، هي بحاجة للتوقف عن العيش في الماضي، إلا أن مسار المغامرة الذي تم وضعه وإعادة اكتشاف شغفها القديم، والعثور أخيراً على الآثار التي كانت تبحث عنها مع زوجها يتعارض تماماً مع فكرة المضي قدماً.
في كل مرة يبتعد فيها تركيز الفيلم عن تاتوم وبولوك، يتباطئ الفيلم وإن كان لدرجة غير مزعجة جداً.
معتمدا على قوة نجومه.. فيلم “The Lost City” يزيح “The Batman” عن عرشه.
قاد النجمان ساندرا بولوك وتشانينغ تاتوم فيلم “The Lost City” لتحقيق 31 مليون دولار بعد عرضه في دور السينما الأمريكية والكندية حيث أزاح فيلم “”The Batman من قمة شباك التذاكر بعدما تصدر فيلم البطل الخارق معظم شهر مارس.
اعتمد العمل على مفهوم قوة النجم، الذي بات قديما إلى حد ما، لدفع أحدث إنتاج لباراماونت بيكتشرز، لأعلى من توقعات شباك التذاكر. ولطالما ما تفردت بولوك بين قريناتها باعتبارها الأكثر جاذبية للجمهور، لكن تلك الجاذبية تبدت في أفضل صورها في السنوات الأخيرة عبر شبكة “نتفليكس”، حيث أصبح فيلمها “ذا بيرد بوكس” الذي عرض عام 2018، أحد أكثر إصدارات البث المباشر مشاهدة.
كما أثبت تشانينغ تاتوم أيضا شعبيته مؤخرا، حيث حقق فيلمه الأخير “ذا دوغ” والذي شارك في إخراجه وما زال يعرض حتى الآن، 57.9 مليون دولار في ستة أسابيع.