سياسة

الصيداويون مرتاحون لنتائج الانتخابات والنقيب يهاجم المستقبل

بعد مرور أسبوع على انتهاء الانتخابات النيابية في لبنان، ما زالت تداعيات المفاجآت المدوية في دائرة صيدا – جزين حيث أن النتائج شكلت صدمة كبيرة لبعض القوى السياسية التي خسرت بخلاف ما كانت تتوقع، فانصرفت إلى تقييم المرحلة أو وصل ما انقطع نتيجتها، في محاولة لعدم خسارة المزيد من رصيدها.
ولطيّ صفحة الانتخابات وتهدئة الخطاب المتشنج على قاعدة ان الشعب قال كلمته، والتفرغ للمرحلة المقبلة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية وهي بالجملة، وتخفيف معاناة الناس، اتصلت بهية الحريري بعد عودتها من الخارج بالنائبين المنتخبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري لتهنئتهما بالفوز، كما زار وفد من “حزب الله” برئاسة مسؤول منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر النائبين سعد والبزري في مؤشر على الرغبة لطي صفحة الانتخابات بعد فتور العلاقة على خلفيتها.

ولا يخفي ابناء مدينة صيدا ارتياحهم الكبير إلى فوز النائبين سعد والبزري، ويفاخرون بانتخابهما بالمزاج الصيداوي الصرف وبالحفاظ على قرار المدينة المستقل، خاصة مع ما جرى يوم الاقتراع لجهة تصويت كتلة من ناخبي “المستقبل” ورفع نسبة الاقتراع وتالياً الحاصل، ما يفتح الأبواب على مصراعيها أمام تعاون مستمر بينهما من جهة، وإطلاق مبادرة إلى التعاون مع القوى السياسية الأخرى وفي مقدمها بهية الحريري في ما يتعلق بمشاريع المدينة وتطويرها وانمائها والحفاظ على وحدتها وكلمتها من جهة أخرى، ومع البلدية ورئيسها محمد السعودي في معالجة مشاكلها الخدماتية والمعيشية.

بالمقابل كشف المرشح على لائحة “الاعتدال قوتنا” المهندس يوسف النقيب المتحالف مع “القوات اللبنانية” أسباب خسارته بعدم وفاء فريق من الناخبين بالتصويت له وبنكث فريق آخر بعهوده على قاعدة المصلحة و”التقية”، غامزاً من قناة “المستقبل” والجماعة الاسلامية”.

وقال أمام ماكينته الانتخابية “إنني حزين في هذا المجتمع على كل شخص تبادله المحبة والصدق ويبادلك بالكلمة الجميلة ويخفي التقية الكاذبة والكلمات الملونة، بالرغم من قناعتنا بأن كل الخطوات التي قمنا بها لمصلحة مدينتنا وأولها ترشحي عن أحد مقعدي المدينة، والذي لاقى كلاماً طيباً وصدى ايجابياً من كل فريقنا ومجتمعنا، ولكنني أشعر بمكان ما بعدم الوفاء بالعهود والوعود وآسف أشد الأسف تجاه فريق بادلته المحبة والصدق وبادلني بوعود انتخابية بأنهم معي وأبدوا كل رغبة بالتصويت لي، وتبين أن هذه الكلمة مجرد تقية كاذبة ووعود خادعة وبدلاً من أن يكون التصويت لنا تبدل لفريق آخر وكان يقال للمؤيدين كلام معاكس”، متحدثاً عن بعض الأشخاص “الذين كانوا بالحملة معي فبادلونا الخداع والكذب والتجسس والمكر والسوء”.

وأضاف “بعض من فريق ثانٍ وبعدما عقدت اتفاقاً معهم (في اشارة إلى الجماعة الإسلامية) لتجيير أصواتهم لنا، باركوا الأمر بقراءة الفاتحة التي هي عنوان للخير والصدق، وكان هذا الاتفاق حبراً على ورق وتم استغلال الدين من خلاله لمصلحة شخصية بحت ومؤسساتية ونسوا قول الله أن العهد كان مسؤولاً، اذ لم يراعوا عهداً ولا ذمة وإنما المصلحة”.

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال اطلالة من معراب عبر “زوم” في مهرجان احتفالي لـ”القوات اللبنانية” تحت عنوان “ما فينا الا ما نشكركن” في ساحة بلدية جزين – عين مجدلين قال “التحية القلبية أوجهها إلى رفيق الدرب في هذه المعركة يوسف النقيب الذي تعرض لكل ما تعرض إليه في صيدا ورغم ذلك ثَبُت على مواقفه بشكل واضح كالسيف واستمر في المعركة حتى النهاية، ولو أنني حزنت بأن الحظ لم يحالفه، إلا أن الطريق طويل وسنخوض المعركة سوياً في المرة المقبلة وننتصر”.

أما النائب الدكتور أسامة سعد فقد أكد على أن “قرار صيدا سيكون له الأثر الإيجابي في العمل خلال المرحلة المقبلة على التشريع من أجل التغيير الحقيقي على مختلف المستويات، معتبراً أن البلد يحتاج إلى الانتقال من الواقع السياسي المأزوم إلى واقع جديد سلمي وآمن يلبي تطلعات كل اللبنانيين، وهذا خيار الناس في نهاية المطاف وهو بداية مسار للتغيير في لبنان ويعطي أملاً للمستقبل وخاصة لجيل الشباب، كما أكد على السعي إلى تشكيل كتلة نيابية مستقلة للتشريع والمراقبة والمحاسبة وسيكون لها رأي في تسمية رئيسي الحكومة والجمهورية، مستبعداً إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي”.

وكان النائب عبد الرحمن البزري قد أكد أن “خروج تيار المستقبل من الساحة الانتخابية أدى إلى نوع من الاضطراب في الشارع السني الذي سرعان ما سيطر عليه الشارع والمشاركة كانت جيدة نسبياً ومن المبكر ترشيح رئيساً للحكومة فعلينا الانتهاء من الاستحقاقات التي بين أيدينا وأتمنى أن يدعو الرئيس عون إلى استشارات نيابية”.

وقال “لن ندعم أحد مرشحي التموضعات السياسية لرئاسة مجلس النواب في هذه المرحلة والمطلوب أن يرى المواطن أن الأمور قد تغيّرت”.

وأضاف “الانقسام يأتي بين من يريد بناء الدولة ومن يريد هيمنة الدويلات عليها والمسؤولية تقع على قسم كبير من الطبقة السياسية التي إما أفسدت إما تورّطت به إما سكتت عنه ونحن نواجه بإيجابية ونريد إنقاذ الوطن”.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى