زحمة استحقاقات تجعل إنتاج الحلول أصعب: رغبة برّي مقاربتها بالحوار لا التصادم
فقط في لبنان، يحين السبت قبل الجمعة، في السياسة والاستحقاقات الدستورية، ففي حين يجب أن تتجه كل الأنظار نحو المجلس النيابي الذي يقترب من إعادة هيكلة قواعده في الأيام المقبلة، هناك من بدأ بطرح ملف رئاسة الحكومة المقبلة، وكأن المطلوب زحمةً في الخلافات، لا يمكن من خلالها إنتاج أي حلّ.
لا يجب التوقف كثيراً عند الشعارات والخطابات الرنانة التي يطلقها نواب “الثورة” فهم لا يزالون يعيشون نشوة الإنتصار، ولا يمكن لهم مخاطبة ناخبيهم سوى بما يتمنون سماعه، وهنا نقول أنه لا يجب التوقف كثيراً عند الخطابات، لأن أخذها بجدية وتحليلها سيُظهر اغلب هؤلاء من أبناء “لا لا لاند” لا يعرفون ألف باء الممارسة السياسية ولا ألف باء موازين القوى في لبنان.
قيل لهم أن “روما من فوق تختلف عن روما من تحت”، وأنه يجب انتظار دخول المجلس وبدء العمل قبل إطلاق المواقف النارية التي لن تُنسى بذاكرة جمهورهم وسيحاسبهم عليها، وفقط قلة قليلة من هؤلاء ثبّت أقدامه بالأرض، وتوجه بخطابات عقلانية تدعو لنبذ الخلافات والإنصراف لمتابعة شؤون الناس، فشتّان بين مرشح يدعو للهدوء والتحاور مع الجميع داخل المجلس، وآخر يريد حلّ شرطة مجلس النواب.
في انتخابات رئاسة المجلس لا تزال الأمور ضبابية، بالنسبة لرغبة بري أولاً، ومواقف الكتل ثانياً، ولو أن المواقف بدأت تتوضح شيئاً فشيئاً بالنسبة للكتل المسيحية الكبرى التي ترغب بالحصول على مقعد نائب رئيس المجلس النيابي، وبحسب المعلومات فإن بري الذي لا يرغب بأن تكون الرئاسة محلّ خلاف كبير وتعطيل، لن يُدخل المنصب ببازار المطالب السياسية المتعلقة بإسم رئيس الحكومة المقبل ولا رئيس الجمهورية المقبل.
ليست رئاسة بري مهددة بحال أرادها، فهو يملك اليوم رغم كل المواقف المعترضة اكثر من 50 صوتاً، لكن رئيس المجلس الذي اعتاد الجمع، سيحاول أن لا تبدا ولاية المجلس الجديد بخلافات كبيرة.