انتخابات

ارتباك حواط في جبيل والأصبع.. ويد سعيد!

أمتار الترقب الأخيرة نحو يوم الاقتراع وارتفاع “هرمونات” التوتر قبل الاستحقاق الكبير، يرفعان من حدّة الخطاب السياسي والإعلامي الموجّه للناخبين.
ورغم أن النتائج بالنسبة للأحزاب الرئيسية شبه مرئية فإن حال الارتباك والتردد تسود بعضها نتيجة مخاوف من أصدقاء لا خصوم وبعضهم تتملكه الحيرة إزاء المزاج الشعبي غير المحسوم.

مرشح القوات اللبنانية في جبيل النائب زياد حوّاط، رفع من سقف خطابه الغرائزي والتحريضي في الأيام الماضية، ووصلت به المعركة الانتخابية إلى استخدام لوازم جديدة غير التهجم على حزب الله وسلاحه فأعلن عن مهمة تكسير “الأصبع” وحتى الرقبة، الأمر الذي تلّقفه مؤيدو وجمهور حزب الله بمرارة وحنق لرمزية الأصبع المرفوع لأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله.

ردّ السيد نصر الله بحكمة على ما تفوه به الحواط وانتشر عبر الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي. وخلال خطابه في البقاع، اعتبر أن هذا الأصبع الذي يمثل الناس سيرد على الخصوم في صناديق الاقتراع وكل كلام غير ذلك هو “جعجعة بلا طحين”.

“حكمة” الرد ألجمت من ردات الفعل، وانعكس مزاحًا بدلًا من العصبية على وسائل التواصل الاجتماعي وجماهير الناخبين. لكن السؤال هو ما الذي يدفع الحواط إلى اعتماد هذا الأسلوب في الخطاب الذي يُثير العصبيات وادعاء ما هو غير قادر عليه؟!.

السبب هو رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني الدكتور فارس سعيد!. المرشح الجبيلي، الذي يحمل شعارًا ضخمًا لمعركته في مقارعة “الاحتلال الإيراني” ويرفض ترشيح حزب الله لرائد برو عن المقعد الشيعي في جبيل، لا يشكل قلقًا للحزب وحلفائه بقدر ما يثير حفيظة ومخاوف الحواط الذي يخسر عددًا لا بأس به من مؤيديه.

خطاب سعيد وحضوره حفظ له مكانة بين جماهير الأحزاب المنضوية بالثورة وببرامج “السيادة” و”التغيير” لا سيّما القوات والكتائب والكتلة الوطنية، الأمر الذي بات غير مقبولًا لدى منافسيه الأخرين.
حساسية حالة زياد وخسارته المتراكمة من الأصوات والمؤيدين وحتى المفاتيح الانتخابية الذين بدأول المعركة معه وانتهوا اليوم إلى جانب سعيد دفعته إلى رفع منسوب خطبه الحماسية فإذا كان ابن قرطبا سيهزم الحزب وحلفائه فإن إبن مدينة جبيل سيكسر ويهدم!.

قبيل ساعات من عملية الاقتراع تبدو الحال في قضاء جبيل: على الشكل التالي: عملية ضخ مال وشراء أصوات حثيثة وضخمة ومفاتيح انتخابية تقرع الأبواب وزفت الترقيع الانتخابي بالكيلو على الطرقات المنسية.

لائحة النائب السابق فارس سعيد “الحرية قرار” نجحت وفق المراقبين في جذب مزيد من الأصوات الانتخابية في قضاء جبيل. تلك الاصوات التي اقترعت لزياد الحواط في الانتخابات الماضية فقدها اليوم إلى جانب فقدانه حصّة لصالح النائب السابق المرشح على لائحة “قلب لبنان المستقل”، التي يرأسها فريد الخازن، إميل نوفل إبن ترتج. الخسارة التي يتكبّدها الحواط تُصيب أيضًا رئيس لائحة “صرخة وطن” نعمة افرام.

نعمة افرام يحفظ لنفسه مقعدًا واحدًا اكتفى به لنفسه بعد أن كان يطمح لإيصال مرشحين في كل دائرة جبل لبنان الأولى جبيل وكسروان، فيما يجهد فريد الخازن ليؤمن مقعده غير المؤكد بتوزيع المزيد من المال والخدمات والزفت الانتخابي.

وحده التيّار الوطني الحر وحليفه الثنائي الوطني قد حددوا بلوكاتهم الانتخابية في كل من كسروان جبيل. وماكينتي حزب الله وحركة أمل تؤمنان على رصيدهما الانتخابي، وبالنسبة للائحة “كنا ورح نبقى” فإن ثلاثة مرشحين على الأقل: عن المقعد الشيعي رائد برو وسيمون ابي رميا أو وليد الخوري عن المقعدين المارونيين وندى البستاني في كسروان.

ساعات قبل أن تُفرج صندوقة الاقتراع عن النتائج، قد تحمل مفاجآت تفصل بين الحق والباطل وتخفت أصوات التهديد والوعيد.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى