منوعات

الترشيشي لـ”أحوال”: السرقة تنهك الزراعة ولا حل الا بعودة اللاجئين

ترتّبت على وصول أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري إلى لبنان عواقب كبيرة نتج عنها مجموعة من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الوخيمة على البلد المضيف ولعل آخرها استباحة المنشآت الزراعية بشكل يومي بعشرات السرقات من قبل اللاجئين السوريين التي أرهقت المزارع وأثرت على مصدر رزقه، ما يجعلنا أكثر تمسكاً ومطالبة من الحكومة اللبنانية بتحسين إدارتها لملف اللاجئين وإعطاء الأولوية لاتّخاذ خطوات ملموسة للتخفيف من حدّة الأزمة.

فماذا يحدث للقطاع الزراعي؟

في التفاصيل يقول رئيس تجمع المزارعين والفلاحين إبراهيم الترشيشي لـ “أحوال” أن “أخطر ما يصيب القطاع الزراعي اليوم تعرض حقول المزراعين للسرقات وافتراءات النازحين السوريين الذين نكبوا القطاع في الحقول والسهول والمنشآت الزراعية، التي تُستباح بشكل يومي بعشرات السرقات، من سرقة مازوت وموتورات وآلات زراعية ومواسير وشبكات الري وكابلات الكهرباء إضافة إلى سرقة المحاصيل”.

ويتابع “هناك شبكات منظمة أغلبهم من السوريين اختصاصهم سرقة ونهب القطاع الزراعي في لبنان”، مشيراً إلى أنّ “هذه الأعمال العدائية تمنع المزارع من الاستمرار بعمله وتقف عائقاً في طريق رزقه المعرض للسرقة في أي وقت”.

ويضيف “أصعب ما في الأمر تغطية الهيئات الدولية لهؤلاء السارقين باعتبار أنهم لاجئين، لا بل وتضغط على السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية من أجل عدم ملاحقتهم ومحاسبتهم”.

وطالب الترشيشي “كل المنظمات الدولية بتعقب وتسليم السارقين السوريين إلى السلطات السورية كون السجون اللبنانية لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المساجين”، متمنياً “عدم مشاركتها في هذه الاعمال التخريبية وتغطية الفاعلين مهما كانت الأسباب، فما يحصل اليوم جريمة موصوفة لا يحق للمنظمات الدولية تغطية المتورطين وتوكيل محامين للدفاع عنهم”.
ويأسف لانتشار ظاهرة دخول ومغادرة السوريين من لبنان بطرق غير شرعية، بلا حسيب ولا رقيب ومعاملتهم على أنّهم لاجئين.

كما يأسف لعدم اتخاذ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين الإجراءات اللازمة بحق اللاجئين السوريين الذين ينهكون القطاع الزراعي ما يزيدهم تمادياً بحق المزارعين، علما أن أي مرتكب ومخالف للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء يتم ترحيله إلى بلده فوراً، إسوة بما يحصل في كل دول العالم إلا أن هذا الأمر لا يطبق في لبنان.

ويلفت الترشيشي إلى أنّ “ما يحدث اليوم قد يضعنا أمام سيناريو خطير، يجعلنا نطرح سؤالاً: هل المقصود ترحيل المواطن اللبناني وتهجيره من بلاده وتثبيت النازح السوري مكانه؟”.

وفي سؤال عن التحديات الأخرى التي تواجه المزارعين اليوم يشير الترشيشي إلى “أزمة ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المحروقات وشحها في الأسواق، إضافة إلى التقلبات المناخية وانحباس الأمطار لفترة طويلة كلها مشاكل عاني منها القطاع إضافة إلى توقف أسواق التصدير أمام المنتجات الزراعية اللبنانية”.

ناديا الحلاق

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى