انتخابات

عندما يتحول الإعلام من ناقل للواقع الى مصنّع له: انتخابات المغتربين نموذجاً

منذ ١٧ تشرين أول ٢٠١٩ لبس بعض الإعلام اللبناني لباساً جديداً، يظن كثيرون أنه جاء “مبهبطاً” عليه بعض الشيء. يومها تسابق هذا الإعلام على تمثيل “الثورة” وفتح الهواء لأيام وأسابيع للتحركات والتظاهرات والتجمعات، وأصبح الناطق الرسمي بإسم الثوار، أو على الأقل فئة منه تناسب المشروع والهدف.
اليوم يغطي هذا الإعلام انتخابات المغتربين، لا لنقل الواقع في هذه الدول، إنما لمحاولة صناعة واقع جديد وفرضه على المشاهدين، ولأجل ذلك هو يسلط الضوء السلبي على أماكن والضوء الإيجابي على أماكن أخرى، وذلك بحسب القوى السياسية الموجودة في هذه الأماكن، وعلى سبيل المثال الفارق بالتغطية والاسئلة بين دبي وافريقيا.
يتعامل الاعلام مع مناصري فريق سياسي معين على أنهم أتباع لا يفكرون، يتحملون مسؤولية ما وصل اليه الوضع في لبنان، مع أن اعتبار كل مغترب مهاجر بسبب الوضع الاقتصادي في لبنان هو مزحة ثقيلة، خاصة أن عمر الهجرة أكبر من عمر الاستقلال، وبالمقابل أصبح بسحر ساحر يتعامل مع مناصري فريق سياسي اخر على أنهم تغييريين، ثوار يريدون الافضل للوطن، علما أن سياساتهم تلعب دوراً أساسياً بالعقم السياسي الذي سيطر على لبنان منذ عام ٢٠٠٥ حتى اليوم.
لا وحدة معايير في تغطيات هذا الاعلام، وهذا ما سيتكرر حتماً في انتخابات الداخل، إنما الخطر بالخارج هو قيامه بالتصويب على المغتربين بحسب انتمائهم السياسي، ما قد يؤدي في كثير من الأحيان الى الإضرار بهم في أماكن وجودهم.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى