رياضة
أخر الأخبار

“عراب الرياضي” جودت شاكر لـ”أحوال”: كرة السلّة اللّبنانية تحتضر

بعد أن باشر الاتحاد اللّبناني لكرة القدم الأسبوع الفائت بتنفيذ برامج بطولاته كافة إلى جانب استعدادات المنتخب الوطني لاستحقاقاته الودية والرسمية، ارتفعت أصوات مختلفة الاتجاهات في أوساط كرة السلّة تسأل عن مصير بطولات الاتحاد الذي سبق له وحدّد يوم 15 تشرين الثاني المقبل موعداً لانطلاق بطولة الدرجة الأولى، كذلك حدّد موعد انتخابات لجنته الإدارية في أواخر كانون الأول.

على الأرض، تبدو الصورة قاتمة إلى أبعد الحدود، فالأندية جميعها مفلسه وغير قادرة حتى لتأمين أبسط المتطلبات اللّوجستية كالكرات والرباطات الطبية وغيرها، وكل أسعارها بالدولار، والمدربون بدأوا بإجراء تعاقدات خارجية وكان في طليعتهم غسان سركيس إلى أحد السعودي، وأحمد فران إلى الجهراء الكويتي، وفؤاد أبو شقرا إلى الأهلي جدة، وكذلك بدأ اللّاعبون بالبحث عن عقود خارجية فانتقل وائل عرقجي إلى قطر وعلي حيدر إلى المنامة البحريني بينما هاجرت مجموعة لا بأس بها للبحث عن لقمة العيش في دول أخرى. إضافة إلى البطولة اذا أقيمت فإنّها لن تنقل تلفزيونياً بسبب اعتذار “ال بي سي” عن الاستمرار وايضاً شركة “الفا” عن الرعاية، علماً بأنّ الاتحاد اتخذ قرارا بعدم استقدام اللّاعبين الأجانب الى اقامة المباريات من دون جمهور من دون ان ننسى القرار الحكومي بمنع التجمعات الرياضية في القاعات المقفلة للحد من انتشار جائحة الـ”كورونا”.

هذه الصورة بكل ضبابيتها نقلناها الى “عراب النادي الرياضي” جودت شاكر صاحب الباع الكبير باللعبة على نحو 60 سنة ليضعنا بالصورة الحقيقية للأوضاع.

بدأ شاكر حديثه لـ”أحوال”، بالقول:”بكل اسف كرة السلة اللبنانية تحتضر ولا حلول آنية لانقاذها، فجميع الأندية تعاني من ازمات مالية خانقة وكلها كانت تعتمد على الدولار الأميركي في ميزانياتها حيث ان كل عقود اللاعبين الاجانب والمحليين والمدربين الى المعدات والتجهيزات اللوجستية كانت تدفع بالدولار، واستطيع التحدث بالتفصيل عن النادي الرياضي واترك الأندية الأخرى للمسؤولين عنها”.

يستطرد شاكر:”نحن في الرياضي أنجزنا كل استعداداتنا على الورق للمشاركة في البطولة في 15 تشرين الثاني المقبل، لكن على الأرض لن نقدر على تنفيذ العقود لعدم وجود الدولارات المطلوبة، لدرجة اننا غير قادرين على دفع رواتب العمال المكلفين بصيانة وتنظيف الملعب، ما يعني اننا والأندية الأخرى سنلتزم ورقياً فقط لاغير.

اين دور الاتحاد؟

اتحاد كرة القدم قدّم نصف مليون دولار مساعدات إلى أنديته في جميع الدرجات، أين اتحاد السلة من ذلك، يجيب شاكر: “الوضع في اتحاد كرة القدم يختلف كلياً عن الوضع في اتحاد السلة، حيث نجح الأول في استقدام مساعدات من الـ”فيفا” والإتحاد الآسيوي ويسعى لتأمين مساعدات أخرى في وقت قريب كما أنّه خصّص ميزانية للمنتخب الوطني، بينما اتحاد السلّة لم ينجح في تأمين أي مساعدة علماً بأنّه يقع تحت عجز مالي كبير متراكم منذ سنوات عدّة، و كان يستعمل مداخيله لتغطية بعض هذا العجز ولم تنل الأندية قرشاً واحداً من حقوقها، ما زاد في أزماتها المالية التي انحصرت في مساعدات فردية سابقاً وبسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية فإنّ معظم الداعمين لن يكملوا المسيرة وما بقي منهم سيقدم جزءاً يسيراً مما كان يقدمه في السابق”.

ما هو الحل؟

أمام هذا الوضع المأساوي، ما هو الحل؟

يقول “أبو حسن”: “الحل مرتبط بوضع البلد، فاذ استمرت الأزمات السياسية والاقتصادية مع انهيار سعر صرف اللّيرة فعلى كرة السلّة السلام، ما تحتاجه الأندية لمباشرة نشاطاتها لا يقل عن 10 ملايين دولار سنوياً كحد أدنى، ما نعيشه اليوم يدفعنا إلى تحضير الكفن لدفن اللّعبة، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً”.

انتخابات الاتحاد

على الرغم من كل ما يحصل فإنّ الاتحاد يحضّر لانتخابات لجنته الإدارية في كانون الأول المقبل، هل سيكون لذلك إيجابية على الأوضاع؟: “بانتخابات أو من دونها، الاتحاد عاجز عن إيجاد الحلول، اذا بقي الرئيس الحالي أكرم الحلبي أو فاز منافسه جورج بركات فإنّ كلاً منهما لن يستطيع فعل أي شيء، الحل الوحيد هو بتأمين 10 ملايين دولار لتأخير موعد الدفن”.

يوسف برجاوي

يوسف برجاوي

عميد الصحافة الرياضية العربية والآسيوية. الرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين اللبنانيين. مدير تحرير الرياضة في جريدة السفير من العام 1974 الى حين توقفها عن الصدور في العام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى