صحة
أخر الأخبار

الجامعة الأميركية تمتص دماء مرضى السرطان: الكلفة زادت ثلاثة أضعاف

"عدد من المستشفيات ستقفل أبوابها والمرضى سيموتون في بيوتهم"

لا يكفي مريض السرطان في لبنان أوجاعه وآلامه، حتى تأتي فواتير الفحوصات المخبرية الخاصة بعلاجه لتزيد الألم ألمًا، هي صرخة مواطنة ناشدت فيها “أحوال” النظر في قضية مرضى السرطان الذين   بدأوا يواجهون صعوبات في إجراء فحوصاتهم الطبية.

تفاجأت المواطنة، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، اليوم بسعر تحليل CHROMOGRANIN الخاص بسرطان الأمعاء، عندما أرادت إجراءه لوالدتها المصابة بالسرطان، فقبل ثلاثة أشهر كانت كلفة التحليل 140000 ل.ل في مستشفى الجامعة الأمركية والذي لا يغطيه الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، أما اليوم فكلفة إجرائه بلغت 737000 ل.ل، وتحاليل الدم العادية كانت ما يقرب 300000 ل.ل أما اليوم فأصبحت 900000 ل.ل، هذا عدا عن ارتفاع تعرفة الطبيب إذ كانت 150000 ل.ل أمّا اليوم فأصبحت 250000 ل.ل. وبذلك فقط ارتفعت الكلفة مجموعة من 590000 إلى 1887000 أي زاد 200% عن المبلغ الأصلي.

هذه الأرقام الصادمة دفعت بالمواطنة للبحث عن مختبرات خارج مستشفى الجامعة الأميريكية، فوجدت أنّ فحص السرطان CHROMOGRANIN كلفته 300000 ل.ل في أحد المختبرات، هذا الفارق الشاسع بين المستشفى والمختبر نستطيع أن نستخلص منه أن مستشفى الجامعة الأميريكية تسعر الدولار على سعر الصرف في السوق السوداء، وطبعا هذا يرتب أعباء مالية كبيرة على المواطن الذي يعاني أصلاً من أزمة معيشية ومالية خانقة، وينبئ بالكارثة الصحية الكبيرة التي ستحلّ على لبنان.

هذه الصرخة نقلها “أحوال” إلى مسؤول في وزارة الصحة الذي أكد أن الوزارة تتعاطى بنفس الطريقة مع كل المستشفيات، لكن الذي يختلف هو أن مستشفى الجامعة الأميركية ومثيلاتها من المستشفيات الجامعية لديها كلفة تشغيلية عالية في الأيام العادية وقبل الأزمة، وهذا  معلوم للجميع، وبالتالي من الطبيعي أن تكون الفحوصات ضمنها ذات كلفة أعلى من المستشفيات العادية والحكومية والمختبرات، فالمستشفيات الخاصة لها التزاماتها ورواتب موظفيها من العائدات التي تجنيها من معالجة المرضى والتحاليل وغيرها.

“عدد من المستشفيات ستقفل أبوابها والمرضى سيموتون في بيوتهم”

وأكد المصدر في وزارة الصحة أنّ لا سلطة على المستشفيات الخاصة، وهنا يقع الدور على المواطن في اختيار المختبر أو المستشفى الذي يتناسب مع إمكانيته المادية، لافتًا إلى أن العديد من المستشفيات في لبنان تعاني من أزمات مالية كبيرة ومهدّدة بالإفلاس وبالتالي إغلاق أبوابها أمام المرضى، وهذا ما يضعنا أمام كارثة صحية كبرى.

ولأن مستشفى الجامعة الأميريكية مستشفى خاص، تواصل “أحوال” مع نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي لفت إلى أن المواد التي تُستعمل في التحاليل الطبية معظمها بالدولار الأميريكي وبالتالي المختبرات تشتريها بالدولار، ومن الطبيعي أن ترفع من كلفة الفحص، وأن الفرق بين المختبرات قد يكون لوجود مواد تم شراؤها على السعر القديم، لافتًا إلى أن مصرف لبنان لم يدعم هذه المواد، كما أن المصرف سيبدأ برفع الدعم تدريجيا عن المواد الطبية ما يعني انفلات الأسعار بشكل جنوني وهذا سيؤدي  إلى كارثة صحية وعدد من المستشفيات ستقفل أبوابها، والعديد من المواطنين سيموتون في بيوتهم  لعجزهم ماديا عن دخول المستشفيات.

أما لناحية ارتفاع التعرفة التي يتقاضاها الأطباء، اتصل “أحوال” بنقيب الأطباء في بيروت الدكتور شرف أبو شرف لتبيان الأمر، فأكد أن أكثرية الأطباء تراعي المرضى في هذا الظرف العصيب وأنهم لم يرفعوا التعرفة الطبية، إلّا أن بعض المستشفيات الخاصة رفعت التعرفة لأن لديها مصاريف إضافية بسبب انهيار اللّيرة وحاجتها لشراء المستلزمات بالدولار، وإن لم تفعل ذلك فلن تستطيع ان تكمل عملها، لافتًا إلى أن المريض والطبيب والمستشفى مظلومون في هذا الظرف، وحذّر أبو شرف من استمرار الوضع على ما هو عليه لأن مسلسل هجرة الأطباء بدأ، وهذا أمر خطير للغاية.

بين المستشفى والطبيب والوزارة ومصرف لبنان ضاع المواطن، إنها دوّامة كبيرة، فالمريض لا يعنيه إلّا أمر واحد وهو العلاج حتى الشفاء، وهذا العلاج في هذا الظرف الخانق سيكون مستحيلاً لشريحة واسعة من المواطنين الذين ينصبّ اهتمامهم على تأمين لقمة عيشهم فقط، ما يدفعنا للقول وبصريح العبارة، “الله يستر من الأيام المقبلة”.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى