جنبلاط “خسران” لو مهما فعل!
لا يمر الحزب التقدمي الإشتراكي بأفضل أوقاته، والسبب لا يتعلق بحرب إلغاء تُخاض بوجهه، أو نوايا تحجيم تأتي من خارج الحدود، بل السبب ببساطة هو التحالفات التي لطالما برع فيها زعيم المختارة وليد جنبلاط.
كان النظام الأكثري مكسباً للحزب الإشتراكي، وكانت تحالفات جنبلاط مدروسة بعناية، وهو ما استمر في التجربة الاولى للقانون الانتخابي النسبي الجديد، إنما ما لم يكن يتوقعه رئيس الحزب هو خروج تيار المستقبل من المعادلة السياسية، بنفس الوقت الذي كان يُعلن فيه جنبلاط عداءه للتيار الوطني الحر، وخصومته مع حزب الله.
إن رحيل المستقبل ترك كل قوى 14 آذار سابقاً بحيرة من أمرها، إنما التأثير المباشر والأكبر كان على جنبلاط الذي يعتمد على الأصوات السنية للحصول على مقاعد في الشوف، بيروت الثانية، والبقاع الغربي – راشيا، وبالتالي يجد جنبلاط نفسه اليوم أمام معضلة انتخابية، عنوانها غياب المستقبل، وعدم تقبّل بيئة المستقبل للقوات اللبنانية.
في البقاع الغربي – راشيا لم يجد وائل أبو فاعور أفضل من محمد القرعاوي للتحالف معه، فالصوت السني هو المرجح في هذه الدائرة، إنما كانت رغبة القرعاوي واضحة بأن التحالف مع جنبلاط لا يعني التحالف مع القوات اللبنانية، الأمر الذي يترك أبو فاعور والقرعاوي لوحدهما، ويبدو بحسب الأرقام أن الفوز بالمقعد الدرزي في هذه الدائرة لن يكون سهلاً على الإطلاق.
تحالف جنبلاط مع فؤاد السنيورة في بيروت الثانية وترشح فيصل الصايغ على متن اللائحة المدعومة من السنيورة، إنما بحسب الأرقام فإن هذه اللائحة تملك حظوظاً متدنية جداً، وقد يكون من المستحيل حصول المرشح الدرزي على ما يكفي من الأصوات للعبور، خاصة أن الثنائي الشيعي قد يكون متحمساً لمدّ المرشح الدرزي على لائحته بعدد من الأصوات التفضيلية.
كل هذه الوقائع تؤكد أن جنبلاط بطريقه الى خسارة مقاعد كانت محسومة له في السابق، ليبقى رهانه على الجبل، علماً أن الإحصاءات تُشير الى أن قوى الثورة تغلغلت في المجتمع الدرزي بنسبة كبيرة.
محمد علوش