رياضة

نادي النجمة في خطر والجمهور ينتفض

النادي الذي ارتبط اسمه بتاريخ بيروت وكان جزءً من حياة أبنائها وأبناء الساحرة المستديرة، إنه نادي النجمة الرياضي ذو الشعبية الأكبر في لبنان، ها هو اليوم يصارع من أجل البقاء والاستمرار، بعد التخبط الذي شهده على المستوى الإداري، جرّاء قرارات شعبوية اتخذها رئيسه أسعد صقّال كلّفت النادي الكثير، ما أدّى إلى نشوب ردّات فعل من قبل الروابط الجماهيرية التي رأت في بقاء صقّال خطرًا على مستقبل النادي النبيذي.

الحركة التصحيحية لنادي النجمة مع عدّة روابط لجمهور النادي دعت للتظاهر أمام مقر الفريق في المنارة ظهر الإثنين للمطالبة برحيل صقّال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي جرى التحشيد الإعلامي للمشاركة بكثافة في هذا التحرك الذي وصفه مصدر خاص بالمصيري، مؤكّدًا أن مصير النادي على المحك إن بقي صقّال، داعيًا لأوسع مشاركة في الوقفة الاحتجاجية.

يذكر أن صقّال امتنع عن خوض مباراة أمام نادي العهد اعتراضا على الأخطاء التحكيمية، الأمر الذي أدّى إلى تخسير النادي للمباراة وحسم ست نقاط، ليعود الصقال بعدها إلى المشاركة في المباريات وكأن شيءً لم يكن، ويصف المصدر هذه الخطوة بالمسرحية الشعبوية التي لم يجنِ منه النادي سوى الخيبة.

 

مشكلات كثيرة وقعت في عهد صقّال منذ خمس سنوات داخل أسوار القلعة النبيذيّة، بعضها مع الجهاز الفني وبعضها الآخر مع اللاعبين، وهنا كان الجمهور يضغط لمعالجة الوضع ومنع تفاقمه، إلّا أن السياسات المتبعة كانت دائما تفضي إلى إقصاء عدد من اللاعبين وعدم التجديد لبعضهم والتفلت من التزامات، ما وضع النادي أمام أحكام قضائيّة كلّفته أعباءً ماليّة كبيرة.

ويؤكّد المصدر أنه مع تفاقم الأزمات داخل النادي، سعت جهّات سياسية إلى حل الأزمة عبر دعوة الروابط الجماهيرية للاجتماع مع صقّال بحضور الرئيس الأسبق للنادي الحاج عمر غندور، إلا أن الروابط رفضت لقاء صقّال واكتفت بالاجتماع مع غندور، وتسلم الاخير سلسلة مطالب، أولها استقالة صقال، إلا أن الأخير لم يستجب لهذه الدعوات، ولا حتّى لتمنّي الجهات السياسيّة التي يتخذها مرجعًا بالاستقالة، وبقي متشبّثًا بكرسي رئاسة النادي، ما دفع بالروابط إلى إعلان التحركات بوجه صقّال والضغط عليه بالشارع للاستقالة.

وخلال إعداد هذا التقرير، صدر بيان نُشر على الصفحة الرسمية لنادي النجمة، لفت إلى أن رئيسه أسعد صقال قرر الابتعاد عن أمور النادي وتشكيل لجنة بالتشاور مع مرجعيته تتولى المسؤولية المباشرة وتواكب الاستحقاقات المنتظرة.

هذا الإعلان وصفه العشرات بالمبهم وغير الواضح، وأن صقال يحاول المراوغة لخداع الجمهور والقفز فوق مطالبهم، مؤكدين عبر صفحات الروابط الجماهيرية لنادي النجمة استمرار التحرك حتى يعلن صقال استقالته بشكل علني ورسمي.

كان واضحًا للمتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي أن وضع نادي النجمة منذ زمن ليس على ما يرام، فالنادي الذي ضم أهم النجوم ولعب معه بيلي مباراة ودّية أصبح مصيره مهددًا، وها هو جمهوره اليوم ينتفض بوجه إدراة النادي، من أجل تصحيح المسار وعودة النادي إلى سابق عهده، بطلًا منافسًا وليس شركة استثمارية كما يطنّها البعض.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى