فعلتها في آذار، تساقطت الثلوج التي انتظر الأهالي تساقطها طيلة فصل الشتاء، في معظم القرى الجنوبية التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر، ولكن هذه المرة بعد نفاذ المازوت والحطب من معظم منازل القرى الجنوبية النائية.
فعلتها في آذار “لكن الأهالي لم يفرحوا بهذا الثوب الأبيض، كما كان يحصل سابقاً، لأنهم غير قادرين على تدفئة أولادهم، وشراء ما يلزم لاطعامهم في مثل هذا الطقس البارد”، يقول محمد علوية، ابن بلدة مارون الراس، الذي أشار الى أن “الثلوج التي غمرت مرتفعات البلدة، لم يقترب منها أحد، فالناس لا يمكن لها الوصول بسياراتهم الى مارون الراس، بسبب ارتفاع ثمن الوقود”.
ثمن غالون المازوت الصغير (8 ليترا)، الذي لا يكفي عادة للتدفئة لمدة 4 ساعات، وصل الى 250 ألف ليرة، ما يعني أن اشعال الصوبا عشر ساعات يومياً فقط تكلّف 600 ألف ليرة، رغم أن المازوت غير متوفر الاّ في عدد قليل من المحطات، وبحسب أحمد عطوي (مركبا)، فان “اقفال المدارس بسبب الطقس العاصف، شكّل مشكلة كبيرة للأهالي، لأنهم غير قادرين على اشعال المدافيء في منازلهم لتدفئة أولادهم، وما علينا فعله هو ترك الأولاد نائمين تحت الحرامات، لأن ذلك يكسبنا وقتا اضافيا للبحث عن الحطب خارج المنزل”.
أما الأفران، فقد تم اقفال معظمها بسبب نفاذ الطحين واختفائه من السوق؛ فيقول أحد أصحاب الأفران في بلدة شقرا (بنت جبيل) أن “تجار الطحين عمدوا منذ أيام الى تقنين الطحين، وبالتالي فان الأفران ليس لديها ما يكفي من الطحين لتلبية حاجات الأهالي، وهذا ساهم في تضاعف ثمن المناقيش، فعجينة المنقوشة الواحدة باتت تكلّف الزبون 5000 ليرة”.
كل ذلك في الوقت الذي تشهد فيه منطقة بنت جبيل ومرجعيون انقطاعاً متواصلاً للتيار الكهربائي، الأمر الذي أدى الى تقنين ساعات التغذية بالكهرباء من المولدات الخاصة أو تلك التي تديرها البلديات، “بسبب شحّ مادة المازوت من جهة، والتخفيف عن كاهل الأهالي من عبء الفواتير المرتفعة”، ليصبح عشرات الأهالي من دون كهرباء ومازوت.
أما المزارعون في المنطقة، فقد ارتفعت أصواتهم أيضاً، لأنهم فرغوا من زراعة أراضيهم بالخضار التي تتضرر من الطقس البارد، ويقول المزارع حسن درويش “كل الذين زرعوا الخضار في حواكير منازلهم، سيضطرون للزراعة من جديد لأن درجة الحرارة وصلت الى ما دون الصفر، الأمر الذي يؤدي الى يباس المزروعات”.
داني الأمين
