ميديا وفنون

مسرحية “الـ 7 ودمتا”: فنّ كوميدي أم استثارة غرائز؟

مسرحية “الـ 7 ودمتا”، للفنان اللبناني محمد دايخ كتابة وإخراجاً، عرضت على خشبة مسرح المدينة بمشاركة الممثلين: حسين قاووق،محمد عبده، نورهان بو درغام، هالة ذبيان، ماريا ناكوزي وحسين دايخ) وسط حضور جماهيري لافت امتلأت فيه قاعة العرض بدون تباعد ولا إجراءات وقائية.

لم يكن مشهد الجماهير الغفيرة مستغرباً بسبب القاعدة الجماهيرية التي كسبها الثنائي دايخ وقاووق من «اسكتشاتهما» الكوميدية على الشاشة الصغيرة كما على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويندرج العرض المسرحي تحت إطار المسرح الشعبي الذي يتماشى مع كل الفئات المجتمعية، كما ويسير وفق إطار مسرحي كلاسيكي، طارحاً قضايا اجتماعية بنكهة كوميدية تسلط الضوء على مواقف وأحداث يومية تحاكي الواقع اللبناني بكل تفاصيله.

وتدور أحداث المسرحية حول زوجين مرتبطين ببعضهما على الورق فقط منذ السنة والنصف بسبب رفض الزوجة معاشرة زوجها بذريعة أنها خجولة ومن عائلة محافظة، ليتيبين لاحقاً أنها ليست عذراء، وتصاعدت أحداث المسرحية خلال دعوة عشاء في بيت الزوجين لكل أفراد العائلة الميسورين، وبدأت الخلافات تتجلى مع اقتحام موسى أبو الأرامل(حسين قاووق) صديق أحد أفراد العائلة الجلسة وبيده زجاجة من الويسكي، ما هدد الصورة الاجتماعية والدينية لصاحب المنزل إبراهيم (محمد دايخ) كونه يعمل مديراً لإحدى المحطات الدينية في البلد، وأخيه سليمان (حسين دايخ) المحامي الذي يردد الأبيات الشعرية ويتكلم اللغة العربية بطلاقة باعتبار أنها الوتد الذي يشدّ خيمة المجتمع وهويّته ويكسب متحدثها مكانة مرموقة داخل بيئته.


ويدعو موسى الجميع إلى تناول جرعة من الويكسي تجعلهم يرون المستقبل، لينكشف بعدها أمر الشخصيات التي تختبىء خلف أقنعة مزيفة فتظهر نواياهم وهواجسهم وغرائزهم.
مع أن “الـ 7 ودمتا” ساعدت الجمهور على الضحك دون ملل إلا أنها لم تخلق شيئاً من الإبداع الحقيقي والعمق في التفكير.


وقد ظهر للجمهور تبايناً في المواهب بين الممثلين السبعة، فالشباب الأربعة خطفوا الأضواء وحظوا تشجيعاً كبيراً من الجمهور وتصفيقاً حاداً مع كل إطلالة على المسرح، خصوصاً الفنان حسين القاووق الذي قدم جهداً استثنائيا في دوره الكوميدي خالقاً توازناً بين جسده وعباراتها المنسوجة على خيط رفيع من النكتة والظرافة دون تعقيد، فيما الصبايا الثلاث لم ينجحن بلفت الأنظار رغم محاولاتهن الحثيثة.
يشار إلى أن المسرحية عرضت وسط ظروف إقتصادية واجتماعية قاهرة، إلا أنها نجحت في رسم الضحكة على وجوه الحضور الذين تفاعلوا مع الممثلين بطريقة واضحة في محاولة لكسر الضغوط الحياتية التي ترافق يومياتهم. وتستمر العروض حتى 13 آذار الجاري علماً أن المقاعد محجوزة بالكامل منذ الشهر الماضي، ما يؤكد تعطّش اللبناني للعودة إلى الزمن الجميل.

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى