هل يتحقق حلم اهدن بأن تصبح مركز تزلج محوري؟
حققت مجموعة من اهالي إهدن قبل بضعة أسابيع جزءاً من الحلم الذي كان يراود الكثيرين بأن يمارسوا هواية التزلج مجاناً في أعالي البلدة التي تحمل بامتياز لقب “عروس مصايف الشمال”، بمبادرة من جمعية “دنيانا” التي ترأسها عقيلة النائب طوني فرنجيه السيدة لين زيدان بالتعاون مع بلدية زغرتا اهدن وجمعية “اهدن مونتان اكتيفيتيز”.
المبادرة لا شك جديدة ولافتة، ولكن هل الفكرة هي بنت ساعتها ام ان جذورها تعود لأكثر من عقود خلت؟
عضو المجلس البلدي في زغرتا المهندس غسان طيون تحدث إلى موقع “أحوال” فلفت إلى أن الفكرة تعود إلى خمسة عقود حين بادر النائب والوزير الشهيد طوني فرنجيه في العام 1974 الطلب من التنظيم المدني إعداد دراسة أولية أشرف عليها مهندس من آل ساروفيم لكيفية إيجاد رياضات جبلية مع ما يوازيها من منشآت ( تلفريك أو تيليسييج) في أعالي إهدن حيث هناك مساحات شاسعة تمتلكها البلدية وصالحة لتنفيذ تلك الفكرة.
ولكن في العام التالي إندلعت الحرب في لبنان واستشهد صاحب المبادرة في العام 1978 في مجزرة إهدن، ودخل الإنماء وكل ما يمت إليه بصلة في دائرة النسيان حتى العام 1999 أعاد مستثمرون طرح الفكرة مجدداً على بلدية زغرتا – اهدن التي كانت برئاسة المهندس جورج يمين ولكن كان رئيس تيار المرده النائب والوزير سليمان فرنجيه يدعم تحويل حرش إهدن القائم شرق شمال المدينة إلى محمية، وتم استبعاد البحث في المشروع نظراً لتضارب قوانين المحمية مع التلوث الذي يمكن ان تحدثه مثل هذه المشاريع وامتداداتها.
ويتابع طيون:” في العام 2001 تم تشكيل لجنة في البلدية لتفعيل التنمية المحلية من خلال تطوير المنطقة وإطلاق مباراة لإنشاء منتجع جبلي على أراضي البلدية في محلة وادي عين يحيي أو محلة المهتي بمشاركة شركات فرنسية على ان لا يتم فتح طريق سيارات إلى المنطقة بل عبر وسائل نقل هوائي منعاً للتلوث (تلفريك أو تيليسسيج أو تيليكابين)، ينطلق من جنوب شرق المدينة (البويضة حيث تقام المهرجانات أو كرم الدير أو العودة)، وذلك من أجل ممارسة الرياضات الشتوية بدون وجود اوتيلات أو موتيلات أو ما شابه أو أي نوع من العمران، على أن يُنشأ صندوق من مردود تلك الرياضات لتمويل المشروع الذي كانت تُقدّر كلفته بنحو أربعين مليون دولار، أو بتوسيع المشروع ليكون توأمة مع مشارع في منطقة أرز الرب في قضاء بشري تكمل بعضها.
وختم طيون بالقول: “في 18 أب عام 2003 صدر قرار عن مجلس الوزراء وبمسعى من الوزير فرنجيه بالسماح لبلدية إهدن بتأجيير مساحات تملكها في المنطقة لصالح إنشاء مشروع التزلج، وصولاً، وفق تخطيط البلدية، إلى المشاركة في استقبال الألعاب الأسيوية الشتوية عام 2009. ولكن ما حدث من تطورات امنية في العام 2005 يعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحرب تموز في العام 2006 وصولاً إلى انهيار الأوضاع المالية والمعيشية إلى وقف أي خطوة في إطلاق مثل هكذا مشاريع تنموية وحيوية”.
اللافت أن “جمعية دنيانا”، قد أعادت إحياء الفكرة عبر النشاط الذي دعت إليه الشهر الماضي في المنطقة المشار إليها حيث هيأت المعدات اللازمة للصغار والكبار لمن لم يجلب زلاجاته، وأيضاً وسائل النقل ايضاً كانت جاهزة لاصطحاب من يرغب الى اعالي الجبل حيث اقيم هذا النشاط الرياضي البيئي لمدة يومين على مساحات شاسعة استقطبت اكثر من ٣٠٠ مشارك كل يوم. بمنحدرات مناسبة للمحترفين والمبتدئين وعلى ارتفاع تراوح بين ال١٨٠٠ و٢٥٠٠ متر عن سطح البحر.
وترافق ذلك مع حجوزات فاقت كل توقع في فنادق اهدن ومتاجر ميدانها الشهير في عرس التزلج الاهدني الذي واكبه ميدانياً النائب طوني فرنجيه وزوجته وشاركا محبي الثلوج هواياتهم مؤكدين ان النشاطات الشتوية مستمرة وان اهدن تستحق ان تكون على خارطة السياحة الشتوية.
فهل سيتحقق حلم عروس الشمال بأن تتحول إلى مركز تزلج محوري على صعيد لبنان، ومتى؟
مرسال الترس