انتخابات

ميقاتي يزيل غموضًا نسبيًا عن موقفه من الإنتخابات: لن نترك السّاحة السنّية!

يواجه الرئيس نجيب ميقاتي في الآونة الأخيرة ضغوطاً واسعة من مقرّبين منه ومن فريقه السّياسي وجمهور المؤيّدين له في طرابلس، من أجل حثّه على الترشّح لخوض الإنتخابات النّيابيّة المقرّرة في 15 أيّار / مايو المقبل، وعدم العزوف عن الترشّح مثلما فعل الرئيسان سعد الحريري وتمّام سلام، مشدّدين أمامه على “عدم إخلاء السّاحة السنّية”، على حدّ قولهم له.

لكنّ ميقاتي الذي يردّ على هذه الدّعوات وسواها بتأكيده أنّه “إنْ شاء الله لن نترك السّاحة السنّية ولا ساحة طرابلس، وأنّ الأمور ستتبلور نهاية الشّهر الجاري ومطلع الشّهر المقبل”، أبقى موقفه من خوض الإنتخابات النّيابيّة ضبابياً، وهو الموقف الذي كان أعلنه في 27 أيلول / سبتمبر من العام الفائت بعد تأليفه الحكومة بأيّام، بقوله إنّه لن يكشف موقفه من الترشّح لاستحقاق الإنتخابات المقبلة، ترشيحاً أو عزوفاً، سوى قبل ساعات قليلة من إقفال باب الترشّح”.

هذا الموقف المُلتبس وحمّال الأوجه بالنسبة لرئيس تيّار العزم، دفع مراقبين إلى تفسيره بأنّه “يعود إلى أنّ ميقاتي يُفضّل تأخير حسم قراره حتى اللحظات الأخيرة لأسباب عدّة، منها حتى يتبين له مصير الإنتخابات وهل ستجرى في موعدها أم سيتم تأجيلها وتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي، كما أنّه لا يريد إطلاق ماكينته الإنتخابية وفتح باب ضخّ الأموال مبكراً، خصوصاً أن الأعين تتجه إليه دون غيره، بعد انسحاب أبرز الوجوه والشّخصيات السّياسيّة السنّية الثريّة من المشهد الإنتخابي، وخصوصاً الحريري وقبله النّائب السّابق محمد الصفدي”.

ويسود إنطباع واسع في طرابلس أنّ ترشّح ميقاتي سيسهم في إنقاذ الإنتخابات من عدم مقاطعة النّاخبين لها. فالمدينة التي غاب عنها وجوه سياسية بارزة إرتبطت بتاريخها في العقود الأخيرة، كالرئيس عمر كرامي بسبب الوفاة، أو النّائب الحالي سمير الجسر والنّائب السّابق محمد الصفدي بسبب العزوف، والنّائب الحالي محمد كبّارة الذي ينوي دعم ترشيح نجله كريم، لا تحتمل “غياب آخر حبّة من الكبار فيها”، على حدّ قول مراقبين.

وفي حين يُرجّح مراقبون أن “يعيد ميقاتي تجربة إنتخابات عام 2005 ويُعلن عدم ترشّحه للإنتخابات”، فإنّ تسريبات من مصادر مقرّبة منه كشفت لـ”أحوال” أنّه “بدأ “تزييت” ماكينته الإنتخابية وضخّ الدم فيها، ما يعني أنّه قرر فعلياً خوض الإنتخابات النّيابية، إنما من غير أن يعلن كيف، ولا أن يكشف تفاصيل هذا الترشّح الذي تضاربت المعلومات حوله، بين هل أنّ ميقاتي سيترشّح شخصياً، أم أنّه سيرشّح أحداً من أفراد عائلته: نجله ماهر أو عزمي إبن شقيقه طه”.

وتأكيداً لتوجّه ميقاتي خوض الإنتخابات النيابيّة المقبلة عن أحد المقاعد النيابيّة السنّية في مدينة طرابلس، التي تضم إليها كلّاً من الضنّية والمنية ضمن دائرة الشّمال الثانية، كشفت المصادر المقربة منه أن “اللائحة الانتخابية التي سيشكّلها بدأت ترتسم معالمها على نحو تقريبي، وأنّها ستضم مبدئياً النائب عن المقعد العلوي علي درويش، سليمان عبيد نجل النّائب السّابق جان عبيد الذي توفي في 8 شباط / فبراير 2021، وبقي مقعده شاغراً منذ ذلك الحين نظراً لعدم إجراء الحكومة إنتخابات نيابيّة فرعية لملء مقاعد شاغرة بسبب الوفاة أو الإستقالة، إلى جانب النّائب السّابق كاظم الخير عن المنية، على أن تكتمل أسماء أعضاء اللائحة في وقت لاحق”.

لكنّ المفاجأة في لائحة ميقاتي المرتقبة تبين أنّها لن تضم النّائب نقولا نحاس الذي أعلن عدم رغبته في الترشّح مجدّداً، ما فتح الباب واسعاً أمام البحث عن مرشح أرثوذكسي بديل له في مدينة طرابلس، بعد التشاور مع بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى