منوعات
أخر الأخبار

الحرب مع الإرهاب لم تنتهِ.. المزيد من الخلايا ستتكشّف

خلية “خالد التلاوي” أو خلية “كفتون” لم تكن أولى الخلايا الإرهابية التي سعت إلى ضرب المؤسسة العسكرية وافتعال الهزّات التي تهدّد السّلم الأهلي في لبنان، ولن تكون الأخيرة في الفترة المقبلة.

بالإضافة إلى الإرهابيين الذين يقبعون في أوكارهم بانتظار أمر التحرك، تصل خلايا أخرى إلى لبنان عن طريق التسلّل عبر معابر غير شرعية على الحدود مع سوريا. فكل محاولات ضبط هذه المعابر من الجانبين وإغلاق الجيش اللّبناني لخمسةٍ منها بحجارة البلوك والسواتر الترابية في أيار الماضي، لم يمنع 16بنغلادشياً من العبور إلى سوريا بطريقةٍ غير شرعية متوجهين من حلب نحو تركيا، ما يعني أنّ خطر تسلل الإرهابيين من سوريا إلى لبنان قائم وممكن.

وعلى هذا الصعيد، يؤكّد مرجعٌ أمني لـ “أحوال” أن “حربنا مع الإرهاب لم تنتهِ بعد”، فهناك العديد من الخلايا الإرهابية النائمة التي تعمل الأجهزة الأمنية على كشفها من خلال عمليات استباقية سيُعلن عنها قريباً وفق ما تشير المصادر، لافتةً إلى نجاح هذه الأجهزة في تحديد مموّلي الجماعات الإرهابية والجهات الخارجية المرتبطة بها مع ترجيح احتمالية الإعلان عنها.

 

لماذا الآن؟

تتغذى الشبكات الإرهابية على الفقر وتجد في الفوضى بيئةً مؤاتيةً لها لتكبر وتتمدّد. وفي ظل التجاذبات السياسية والغضب الشعبي الناتج عن تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان، ولا سيّما في مناطق محدّدة، منها الشمال، تستغل هذه الشبكات الفوضى لإعادة إحياء نفسها ولملمة أفرادها. فالوضع المعيشي السيّء والخطاب الحزبي والطائفي يجد ترجمته في الشارع ويتسبب بانقسامات حادة، يهدف المحرّضون عليها إلى كسر لبنان من الداخل.

إفادات الموقوفين في جريمة كفتون وحديثهم عن تمويل عملياتهم من السرقة، ليس قاعدةً تُبنى عليها فرضية عدم ارتباط هذه الجماعات بجهات خارجية. فالمعلومات تفيد بأنّ الأجهزة الاستخباراتية التابعة لدولٍ منها تركيا، والتي بدا اهتمامها لافتاً بلبنان وعاصمة الشمال طرابلس خاصةً في العام المنصرم من خلال دعم وتمويل منتديات عدّة، تعمد إلى تفعيل الأعمال التخريبية في محاولةٍ لجرّ البلاد إلى فتنة تسمح لها بأن تحظى بإلتفاف فئات محددة حولها، في محاولة لضمان موطئ قدم لها في لبنان عندما تدق ساعة الفوضى المرتقبة. فطرابلس المدينة اللّبنانية الأقرب لتركيا تشكل قاعدةً مناسبة لأنقرة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وعليه، فإن إعادة إحياء أو إيقاظ الخلايا النائمة ليس نتيجةً تلقائية لتفاعل العوامل الداخلية السياسية والمعيشية والطائفية فحسب، بل يفعّلها السعي الخارجي لتأجيج الفوضى في لبنان وتأمين ذريعة تبرر التدخل في شؤون البلد وصولاً إلى التموضع فيه وتحقيق مآرب سياسية واستغلال ثرواته الطبيعية ومنها النفط والغاز وكذلك الاستفادة من عملية إعادة إعمار وتشغيل مرفأ بيروت.

من ناحية أخرى، المشروع التخريبي الإرهابي في المنطقة مستمر، ولم يفقد أمله في خلق مزيدٍ من الفوضى في لبنان، سيّما وأن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت على لسان القائد العسكري الجنرال كينيث ماكنزي قرارها تخفيض عدد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي، مع وعدٍ بتخفضياتٍ أخرى قريباً، ما يشكل انتصاراً للمقاومة العراقية ومحور الممانعة، إلّا أنّ إعادة تفعيل الهجمات الإرهابية في الداخل اللّبناني توجّه ضربةً لمحور المقاومة، وخاصةً أنّ المحاولات السابقة والتي تمثلت بسلسلة التفجيرات في مناطق مختلفة من لبنان وتسلل الجماعات الإرهابية عبر الجبال الشرقية في البقاع الشمالي، كلّها لم تمكّن الجهات الداعمة للإرهاب من تحقيق مشروعها، أي أنها تعوّل على الاستفادة من حالة عدم الاستقرار لتوحي بأن المقاومة بسلاحها لم تتمكن من فرض الأمان، فالمطلوب ضرب هذا المحور من لبنان كما حصل في سوريا والعراق.

آلاء ترشيشي

آلاء ترشيشي

مذيعة ومقدمة برامج. محاضرة جامعية. حائزة على ماجستير في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى