ضبابية المشهد الانتخابي في دائرة صيدا – جزين
منذ اتخاذ الرئيس سعد الحريري قراره بتعليق العمل السياسي والعزوف عن الترشح للاستحقاق ودعوته عائلته وتيار”المستقبل” للحذو حذوه، طغت حالة الإرباك وخلط الأوراق في التحالفات في كثير من المناطق والدوائر ولا سيما في صيدا – جزين، مع التزام رئيسة كتلة “المستقبل” النائب بهية الحريري بالقرار.
عزوف بهية الحريري عن الترشح أدى إلى تعقيد المشهد الانتخابي أكثر في ظل خلط الأوراق لجهة التحالفات، لا سيما وأن التقديرات الإحصائية تشير إلى صعوبة حصول أي من المرشحين على حاصل انتخابي مع احتمال تراجع الإقبال على المشاركة والتصويت، ودخول مرشحي ثورة 17 تشرين على الخط ما يشتت الأصوات ويفرض تحالفات وازنة في منطقتي صيدا وجزين.
أما الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد فقد أعلن أنه سيخوض الانتخابات
من دون اي تحالف مع قوى السلطة الحاكمة بعد انتفاضة 17 تشرين الأول والحراك الإحتجاجي الشعبي، ما يعني اتساع الكوة الانتخابية بينه وبين “الثنائي الشيعي”، حيث دعمت حركة “أمل” النائب الجزيني ابراهيم عازار في الانتخابات الماضية تحالفاً مع النائب سعد، من دون أن يخلو هذا التباعد من عتب عليه بعدما ساهمت اصوات الناخبين الشيعة بتأمين فوز مريح.
الجماعة الإسلامية وعلى لسان مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود رفضت مقاطعة الانتخابات وذلك للمحافظة على الدور والحضور للمكون السني في لبنان، ولكن مع من ستتحالف الجماعة الاسلامية في صيدا؟.
تقول مصادر صيداوية أن اللقاء الذي جمع المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود في صيدا مع عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب عن منطقة جزين كلود حجار يرافقه ناجي حجار وميشال حجار، وتناول الشأن الانتخابي والعلاقة التي تربط صيدا بشرقها وصولاً إلى جزين وسُبل تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك. في وقت أشار فيه النائب السابق عن الجماعة عماد الحوت إلى إمكانية التحالف مع حزب الكتائب الذي تتلاقى الجماعة معه ببعض الطروحات الإصلاحية التي يمكن أن تنهض بالوطن، فهل نشهد تحالفاً انتخابياً بين الجماعة والكتائب في الدائرة بدلاً من تحالف الجماعة والتيار الوطني الحر الذي حصل في الانتخابات الماضية؟.
وذكرت مصادر أن موفداً من حركة “أمل” هو عضو المكتب السياسي المهندس بسام كجك، التقى المسؤول السياسي لـلجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود بالمركز الرئيسي في صيدا، وكانت جولة أفق في مشهدية الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين والتحالفات التي تشهد تعقيداً غير مسبوق، وهذه الزيارة أتت بعد أيام على زيارة وفد الكتائب، وعلى زيارة مماثلة قام بها ممثل عن «التيار الوطني الحر» النائب السابق أمل أبو زيد.
يبقى خلط الأوراق هو الذي يسود حتى تظهر التحالفات بين القوى السياسية الفاعلة، ومن سترشحه قوى الحراك الشعبي.
يذكر ان لمدينة صيدا مقعدين نيابيين سنّيين، وتتوزّع القوى الرئيسية فيها على تيار “المستقبل” تقوده الحريري، “التنظيم الشعبي الناصري” برئاسة سعد، “تيار البزري” يقوده رئيس بلدية صيدا الأسبق الدكتور عبد الرحمن البزري، “الجماعة الإسلامية” ويتولّى مسؤوليتها السياسية الدكتور بسام حمود، ومُؤسِّس “تجمّع 11 آذار” رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، فضلاً عن الحراك المدني وقوى أخرى.
بينما تتمثل منطقة جزين بـ 3 مقاعد مسيحية (مارونيان وكاثوليكي)، وتتوزع النفوذ بين النائب ابراهيم عازار، “التيار الوطني الحر” (له نائبان زياد اسود وسليم الخوري)، “لقوّات اللبنانية”، “حزب الكتائب”، الوزير والنائب السابق إدمون رزق، فضلاً عن الحراك المدني اضافة الى حضور مشترك في مدينة صيدا وقضاء جزين لـ”أمل” و”حزب الله” وهما يدعمان ولا يتمثّلان بنائب شيعي.