انتخابات

دائرة بيروت الأولى… الأحزاب في مأزق والمعارضة جاهزة للمعركة

دائرة بيروت الأولى هي واحدة من الدوائر الانتخابية التي تشهد تصارعاً بين الاحزاب المسيحية الكبرى، وابرزهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب، بالاضافة إلى حزب الطاشناق، ولعل بيروت الأولى هي الأكثر انسجامًا مع قوى المعارضة التي باتت اللاعب الأبرز في المدور والصيفي والرميل والاشرفية، علماً أن هذه الدّائرة تضم ثمانية مقاعد: ماروني ١ كاثوليكي ١ روم أرثوذوكس ١ أقليّات ١ أرمن أرثوذوكس ٣ أرمن كاثوليك ١.

تشير أجواء التحالفات في دائرة بيروت الاولى لغاية الآن إلى أن الأحزاب الكبرى لا ترغب بالتحالف مع بعضها، لأن تحالفهم سيتسبب بخسارتهم، وخوض كل طرف الانتخابات وحده لن يضمن له الحاصل ايضاً، لذلك يبدو واضحًا أن قوى السلطة في مأزق.

تحاول القوات اللبنانية تقديم كل المغريات للنائب السابق ميشال فرعون لينضم الى لائحتها، الا أن فرعون يدرك أنه سيكون مجرد “وسيلة” او رافعة تستخدمها القوات لتأمين الحاصل الانتخابي للمرشح القواتي الابرز الوزير السابق غسان حاصباني.

هناك أيضًا تحالفاً انتخابيًا بين النائب المستقيل نديم الجميّل والنائب جان طالوزيان المدعوم من انطون صحناوي، وبحسب المعطيات فإن هذا التحالف لا يؤمن أكثر من حاصل انتخابي واحد، حيث من المتوقع أن ينجح الجميّل ويسقط طالوزيان، ويكون طالوزيان قد أمن الاصوات المتبقية لفوز نديم الجميّل، لكنهما لن يحصلا على حاصلين لينجحا معاً.

هذا وتشير الاحصاءات، إلى أن التيار الوطني الحر لا حاصل لديه، وحضوره الشعبي متراجع بشكلٍ كبير جدًا، اما حزب الطاشناق فلديه حاصل وأكثر، لكن من الصعب عليه الفوز بحاصلين، مع الإشارة إلى أن فوزه بمقعد نيابي واحد فقط في بيروت الأولى تعتبر هزيمة كبرى، حيث هناك أربعة مقاعد نيابية أرمنية، وأن يحصل الطاشناق على مقعد أرمني أرثوذكسي واحد يعتبر خسارة مدوية لحزب الطاشناق كونه الحزب الأرمني الأبرز في لبنان.

أما في صورة تحالف المعارضة التي ترشحت عام 2018، أي تحالف وطني وحلفاءه، فإن لائحة المعارضة باتت شبه كاملة اذ يتبقى مقعدين عليهما أكثر من مرشح، وهناك 12 مرشحاً جدياً بينما المطلوب 8 فقط، وقد حسمت بعض الأسماء على المقاعد من تحالف وطني هم، نيللي درغزريان للمقعد الارمن الكاثوليك، بولا يعقوبيان عن مقعد الارمن الارثوذكس، زياد ابي شاكر عن المقعد الماروني، اما الاسماء الأخرى من بيروت مدينتي هي شريكة اساسية مع تحالف وطني بتأليف اللائحة واختيار الأسماء، ومن المفترض ان يكون طارق عمار مرشحًا عن المقعد الأرثوذكسي.

بالنسبة للمقعد الكاثوليكي، هناك احتمال أن تكون ندى صحناوي واو بيار عيسى من الكتلة الوطنية، ولوسيان بورجيلي الذي لم يحسم قراره بعد، اما مقعد الأقليات، فهناك اكثر من شخصية تريد الترشح عن هذا المقعد، كما أن هناك احتمالًا أن يترشح الدكتور جورج دوجوفيدكيان عن مقعد الارمن الأرثوذكس في لائحة المعارضة.

الجدير ذكره، أن الاحزاب الكبرى تعاني في اقناع شخصيات بارزة لتنضم إليها، ومعظم الشخصيات ترفض لأنها تدرك أن الأحزاب تريدها رافعة انتخابية فقط لتضمن نجاح مرشحيها، ويفضلون خوض التجربة على لوائح المعارضة حتى لو لم ينجحوا في العبور نحو المجلس النيابي.

وعُلم أيضًا، أن انفصال الطاشناق عن التيار الوطني الحر سببه انه اذا حصل الطرفان سوياً على حاصلين، فالتيار لن يستطيع انجاح مرشحه الكاثوليكي نقولا الصحناوي لان شعبية التيار تراجعت، لذلك أراد أن يعطي الاصوات التفضيلية لمرشح الاقليات، وبالتالي يسقط المرشح عن المقعد الارمن الأرثوذكس الاخر الذي يأخذه حزب الطاشناق.

اذا الخلاف ليس الا لحسابات سياسية مرتبطة بعدد المقاعد النيابية، والطاشناق كي يتمكن من الحصول على مقعدين ارمن ارثوذكس يريد من التيار الوطني الحر اعطاء اصواته التفضيلية لمرشح يحتاج اصواتاً عالية، اي للمرشح الماروني او الروم الارثوذكس او الكاثوليك، لكن ليس على مقعد الاقليات الذي يمكنه الفوز بعدد قليل من الأصوات. وفي حال تحالف الطاشناق مع التيار الوطني الحر وحصلا على حاصلين انتخابيين، سيحصل الطاشناق على نائب واحد فقط، لذلك هناك شد حبال بين الطرفين لتحسين شروط فوز كل منهما.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى