رياضة

مايكل شوماخر.. “تواصُل بالعينين والمؤشرات غامضة”

لا تزال الأخبار الواردة عن صحّة سائق الفورمولا واحد، الألماني مايكل شوماخر، مبهمة وغير مفهومة بسبب التكتم الشديد الذي تفرضه العائلة حوله، إذ أكدت معلومات متقاطعة أن بطل العالم سبع مرات، لا يتكلم إطلاقًا بل يتواصل بعينيه فقط.

وفي هذا الإطار، أكدت “إليزابيتا غريغوراتشي”، الزوجة السابقة لـ”فلافيو برياتوري”، مدير فريق بينيتون السابق، أنه يمكن لثلاثة أشخاص فقط زيارة مايكل، قائلة: “حركة عيون شوماخر هي العلامة الوحيدة التي تسمح لنا بالرجوع إلى حالة وعيه، فهو لا يستطيع الكلام بل يتواصل من خلال عينيه فقط”.

وكان شوماخر قد تعرض لحادث تزلّج مروّع ودخل في غيبوبة ثم في حالة حساسة للغاية، في ظلّ القليل من التسريبات حول تعافيه وصحته، مع مراعاة أن الأسرة قررت التزام الصمت المطلق احترامًا لخصوصية البطل الألماني.

وقد بدأت رحلة المعاناة في 29 كانون الأول/ديسمبر 2013 من ميريبيل في جبال الألب الفرنسية، حيث كان “شومي” يمارس التزلج مع أفراد أسرته، ليتعرض حينها إلى إصابة خطرة في الرأس ويُنقل على وجه السرعة جوّا إلى مستشفى غرونوبل، حيث أجريت له عدة عمليات لإنقاذ حياته على أقل تقدير.

وفي التفاصيل، اصطدم الجانب الأيمن من رأس شوماخر بالصخر، فتحطمت خوذته وأصيب بكسور خطرة نقل على إثرها إلى فرنسا، حيث أجريت له عملية جراحية لإزالة الدم المتجمد في دماغه، قبل أن يدخل في حال غيبوبة اصطناعية.
وبعدما أمضى 6 أشهر في هذا المستشفى وأُخرج تدريجياً من حالة الغيبوبة، نُقل إلى أحد مستشفيات سويسرا، وبعدها تم استحداث مستشفى خاص في الفيلا التي يملكها ويقيم فيها.

وبعد مرور 6 أعوام ونصف العام تقريباً على تعرضه للحادث الخطير، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن تطور جديد في وضعه، إذ خضع لعملية جراحية للخلايا الجذعية على يد خبير أمراض القلب البروفسور فيليب ميناتشي، الذي أشرف على علاجه العام الفائت. وقد أكّد ميناتشي أن الهدف من التدخل الجراحي كان لتجديد الجهاز العصبي المركزي لشوماخر، مشيراً إلى أن نتائج العلاج قد تبقى غامضة، على الرغم من تقدّم العلم في علاج الخلايا الجذعية.

وفي الأول من آب/أغسطس عام 2019، قدم رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الفرنسي جان تود أخباراً سارة عن الوضع الصحي لشوماخر، مشيراً إلى أنه في تحسن مضطرد، مع احترامه في الوقت نفسه لرغبة العائلة في إبقاء تطورات الوضع الصحي للسائق بعيدة من الأضواء والإعلام.

ولد مايكل شوماخر في كانون الثاني/يناير 1969 وحصل على سبعة ألقاب في بطولة العالم للفورمولا واحد: الأول والثاني مع فريق بينيتون (1994 و1995) والخمسة الباقية مع فريق فيراري (2000، 2001، 2002، 2003، 2004 على التوالي)؛ وهو أول سائق ألماني يحصل على بطولة العالم، وقد نال العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة خلال مسيرتة المظفرة، وكان من أشرس السائقين على الحلبات ويصعب قهره، خصوصًا مع فريق شركة فيراري التي ارتفعت أسهمها كثيرا في فترة تواجده.

وفي عام 2006 أعلن اعتزاله. وكان هذا الموسم من أقوى المواسم، إذ اشتدت المنافسة مع السائق الاسباني “فرناندو الونسو”، وتمكن الأخير من حسم لقب بطولة العالم لمصلحته على الرغم من الجهد الكبير الذي بذله شوماخر من أجل إسترداد اللقب، إلا أن الحظ عانده.

الأمور الصحية لا تزال متأرجحة ولا أحد من الصحافيين أو المصورين يجرؤ على التقدم من فيلا شوماخر التي يكتنفها الغموض، ولكن الأيام المقبلة قد تحمل أخبارًا مفاجئة.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى