هل مسلسل “بيكي بلايندرز” مستوحى من قصة تاريخية حقيقية؟
لقد حان موعد تعرف الجمهور على القصة الحقيقية من مسلسل نتفلكس الشهير “بيكي بلايندر”، الذي سيعرض رسمياً بالموسم السادس و الأخير يوم 20/3/2022 بحسب موقع IMDB، ويذكر أن تم تسمية عناوين الحلقتين الأولى والثانية تحت مسمى “يوم أسود” و”قميص اسود”.
من هم أفراد العصابة الذين ألهموا صناع المسلسل لتقديم واحد من أشهر مسلسلات القرن الواحد والعشرين؟
منذ انتشار خبر عودة مسلسل “بيكي بلايندر” مرة أخرى الى الشاشة في موسم سادس وأخير، ارتفعت توقعات محبي المسلسل عندما صدر الإعلان التشويقي على شبكة نتفلكس لهذا الموسم. ولكن لم يتم تحديد الموعد الذي سنشاهد فيه عصابة “بيكي بلايندرز” مرة أخرى، ربما قد تكون المرة الأخيرة.
العصابة الحقيقية
تدور الأحداث حول العصابة الشهيرة “بيكي بلايندرز”، تحت قيادة توماس شيلبي، في شوارع مدينة برمنغهام البريطانية خلال عشرينيات القرن الماضي، ولكن شخصيات بيكي بلايندرز الخيالية التي أحبها الجمهور ليست سوى عصابة حقيقية عاشت في القرنين التاسع عشروالعشرين.
بدأت القصة منذ نهايات القرن التاسع عشر، عندما وقعت مدينة برمنغهام في أزمة اقتصادية طاحنة، أدّت بشكل طبيعي إلى انتشار الجريمة في الشوارع وظهرت العديد من العصابات منها عصابة بيكي بلايندرز وغيرها.
هل هي قصة حقيقية؟
يدور المسلسل حول عائلة عصابات من أصل أيرلندي روماني تجري أحداثها في برمنغهام (بريطانيا)، بدءًا من عام 1919، بعد عدة أشهر من نهاية الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 1918، حيث يتعرف الجمهور على عصابة بيكي بلايندرز وطموحاتهم المادية التي لا تنتهي.
يترأس العصابة توماس شيلبي الذي يلعب دوره الممثل المبدع كيليان ميرفي، شاب عائد من الحرب الكونية الأولى ذو شخصية عنيفة، قاسية وجذابة ، بعدما اكتسب مهارات قتالية عالية. يقرر توماس تكوين عصابته التي سريعًا ما لفتت انتباه الرائد تشيستر كامبل، كبير المفتشين بالشرطة الملكية الأيرلندية التي أرسلها ونستون تشرشل من بلفاست من أجل “تنظيف المدينة” من الجيش الجمهوري الأيرلندي والشيوعيين والعصابات، والمجرمين العاديين.
يقرر تشرشل بيكي بلايندرز قمع الفوضى في برمنغهام، واستعادة مخبأ من الأسلحة المسروقة كان من المقرر شحنها إلى ليبيا. تستمر مغامرات العصابة بتوسيع تنظيمهم الإجرامي في الجنوب والشمال مع الحفاظ على معقلهم في قلب برمنغهام، في الوقت عينه تأخذنا حبكة المسلسل إلى قصص أفراد العصابة الخاصة، والتقلبات الدرامية التي تحدث معهم، مروراً بالصعوبات التي يضطر شيلبي تجاوزها من أجل استمرار عصابته في السيطرة على أجواء جريمة برمنغهام.
قام مؤلفو المسلسل بجعل الأحداث الخاصة به تتشابه مع وقائع تاريخية حقيقية بالمملكة المتحدة، فمثلًا ينتهي الموسم الرابع من المسلسل بالإضراب العام في مايو/أيار 1926 وينتهي الخامس في 7 ديسمبر/كانون الأول 1929، في صباح اليوم التالي لحشد قادة الزعيم الفاشي أوزوالد موسلي، وهو ما أعطى المسلسل جانبًا تاريخيًا بجانب الإثارة والتشويق المعتادين بهذا النوع من المسلسلات.
حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا موسمًا بعد الآخر، خصوصا مع انتقاله إلى منصة نتفلكس حيث استطاع اكتساب قاعدة شعبية كبرى، على الرغم من أنه اقترب من النهاية في الموسم السادس منه فإن المشاهدين ما زالوا متشوقين إلى المزيد.
قبعة بيكي بلايندرز
تميّزت عصابات البيكي بلايندرز بارتداء ملابس موحدة مثل قبعة وملابس خاصة بهم، واتخذت كل عصابة منهم مكانا يمارسون فيه سطوتهم، لإثبات جدارة وقوة كل عصابة وقدرتها على حماية المنطقة التابعة لها.
عام 1870 ظهرت عصابة السلوغرز، قائدها جون أدريان، كانوا معروفين باستخدام أحزمة السراويل لتقييد ضحاياهم قبل ضربهم، وبعد سنوات انشقت منهم عصابة بيكي بلايندرز الشهيرة.
أفراد عصابتها كانوا مجموعة من الشباب البريطانيين أصحاب ذوق خاص في الملابس، يميزهم عن باقي العصابات. يظهر ذلك من خلال ارتدائهم ملابس موحدة مع قبعات بيكي بلايندرز مسطحة الشكل تميل على إحدى جانبي الرأس، وربطات عنق وسراويل واسعة من الأسفل، وستراتهم ذات أزرار نحاسية وأحذية مع كعوب حديدية.
على عكس مسلسل بيكي بلايندرز، الذين اعتادوا القيام بعمليات إجرامية كبيرة وأغلبها ذات طبيعة سياسية أثرت على الحكومة البريطانية في ذلك الوقت، إلا أن العصابة الحقيقية لم تكن جرائمهم مميزة لهذه الدرجة، بل بعضها كان ساذجًا للغاية مثل سرقة الدراجات والمتاجر وفرض الإتاوات مقابل الحماية والمتاجرة في السوق السوداء، أي ليسوا سوى مجموعة من الحمقى والسكارى والمحتالين.
تعتبر عصابة بيكي بلايندرز في المسلسل مزيجا من بضعة عصابات شهيرة ظهرت ذلك الوقت، بالإضافة إلى أفراد العصابة التي أخذوا منها الاسم والذوق في الملابس، هي أقرب لعصابة أخرى تدعى “أولاد برمنغهام” والتي كانت أكثر عنفًا من بلايندرز، وشخصية القائد الخاص بها “بيلي كيمبر” مشابهة إلى حد كبير مع شخصية تومي شيلبي.
بيع ملابس العصابة
بعد نجاح المسلسل الساحق خرج عدد كبير من المنتجات التي يتداولها مشاهدو المسلسل مثل بيع ملابس بيكي بلايندرز ليتشبهوا بأبطالهم الحقيقيين في المناسبات المختلفة للاحتفاء به.
وقد طمأن ستيفن نايت (صانع بيكي بلايندرز) جمهوره بأنه حتى نهاية المسلسل لا تعني ختام القصة ووداع أفراد العصابة، بل قد يعودون بصورة أخرى، في إشارة إلى فيلم سينمائي متوقع صدوره بدلًا من الموسم السابع، ومسلسلات أخرى مشتقة قد تقدم قصصًا فردية لبعض أفراد العصابة في الماضي قبل بداية عصابة مسلسل بيكي بلايندرز.