على أثر النكسة الكبيرة التي أصابت قطاع الإنتاج والتوزيع السينمائي في العالم عام 2020، من جرّاء جائحة كوفيد-19، كان التحدي كبيراً جدّاً عام 2021.
فالتخبط الكبير الذي حدث والذي كانت ترجمته، عدد إصدارات قليل جداً (329 فيلم خلال عام 2020) إضافة إلى إيرادات شبابيك التذاكر الضعيفة جدّاً، هزّ عرش هذا القطاع الغني بشكل لافت.
انقضى عام 2020 والجميع كان متأملاً بانحسار الجائحة، لكن لم يتحقق هذا الأمل، واستمر الإنتشار، وكان الرسم البياني يختلف بشكل كبير بين دولة وأُخرى. غير أن صانعو الأفلام، إضافة إلى شركات التوزيع قرروا التحدي، فكان عام 2021 مكتظاً بالأفلام.
فهل مالت دفّة الميزان لصالح الأفلام الناجحة، أم العكس هو الصحيح؟
على صعيد الإيرادات، حققت دور السينما في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، ما يقارب 4.55 مليار دولار أميركي خلال عام 2021، أي نسبة %100 أكثر من إيرادات عام 2020، و%60 أقل من إيرادات عام 2019، التي كانت بحدود 11.4 مليار دولار أميركي. وعلى الصعيد العالمي، تراكمت إيرادات دور السينما لتكون بحدود 21.4 مليار دولار أميركي، أي بنسبة %78 أكثر من عام 2020.
وكانت شركة “Marvel Cinematic Universe” التابعة لشركة “Walt Disney” هي الأكثر جنياً للأرباح على أثر إصدارها لأفلام كبيرة حققت أرقام إيرادات عالية جدّاً مثل “Black Widow” – “Shang-Chi and the Legend of the Ten Rings” – “Eternals” و”Spider-Man: No Way Home” وهو الفيلم الأول منذ جائحة كوفيد-19 الذي حقق إيرادات عالية جداً بلغت المليار دولار أميركي.
كل ما سبق لا ينفي أن إصدارات عام 2021 تضمنت مجموعة من الأفلام التي صُنّفت بالفاشلة، فبحسب موقع “imdb.com” الإلكتروني- وهو موسوعة كبيرة مختصة بكافة المعلومات المتعلّقة بالأفلام والممثلين وشركات الإنتاج والتوزيع – فقد تضمنت إصدارات عام 2021، واحد وستين (61) فيلماً فاشلاً، ذات نسب تقييم متدنية من قبل النقّاد السينمائيين من جهة، ومشاهدي الأفلام من جهة ثانية.
https://www.imdb.com/list/ls084332805
يظن البعض أن فشل هذه الأفلام قد يكون بسبب الميزانية المالية المتدنية المخصصة للإنتاج، أو عدم تضمنه ممثلين من المشاهير، أو توقيت الإصدار السيء، خصوصاً أن الجائحة قد فرضت على الموزعين تغيير تواريخ الإصدارات عدة مرات، وجميعها أسباب مؤثرة، إلّا أن اللافت أن بعض هذه الأفلام تضمنت أسماء عريقة، فعلى سبيل المثال كان فيلم “Vanquish” للكبير “Morgan Freeman” من ضمن اللائحة، وكذلك فيلم “The Virtuso” للأيقونة “Anthony Hopkins”، كما فيلم “The Misfits” لـ”Pierce Brosnan”، والعديد من الأسماء الكبيرة الأخرى، وهذا ما يثبت أهمية تكامل جميع عناصر النجاح لكي ينجح الفيلم.
في الخلاصة إن مخاض هذا القطاع كغيره من القطاعات، ما زال متعثّراً، خصوصاً بسبب كثرة متحوّرات كوفيد-19 المستجدّة، التي بمجرد الإعلان عنها، تتراجع أعداد روّاد صالات السينما، وتصاب أرقام الإيرادات بنكسات كبيرة، غير أن الإصرار الواضح على التحدي للخروج من هذه الأزمة يبدو جلياً لدى كل شخص معني في هذا القطاع، وهذا ما يفسّر كمية الإصدارات الكبيرة لعام 2022 وتضمنها أفلام رائعة مُنتظرة.
منال زهر
