مجتمع

لبنانيون يواجهون البرد القارس بالبطانيات… ونار التدفئة تحرق الجيوب

يحل على لبنان منذ الأسبوع الفائت ويستمر لأول شهر شباط منخفض جوي يتخلّله ثلوج مكدّسة وصقيع قارس خاصة في المناطق المرتفعة.

بدك ان تحل البركة، يستقبل اللبنانيون العواصف الثلجية بإرباك في ظل الازمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاغلبية العامة، خاصة مع ارتفاع سعر تنكة المازوت وقارورة الغاز الذين يعتمد عليهما الكثير من العائلات للتدفئة في أغلب المناطق الجبلية، ومع غياب التيار الكهربائي وعدم قدرة الجميع على دفع كلفة الاشتراك الشهري، ما يمنعهم من استخدام مدافئ الكهرباء.

لا مازوت لا غاز ولا كهرباء، والمواطن في حيرة من أمره حول إمكانية تأمين التدفئة لأولاده، وهو لايستطيع تأمين قوته اليومي ومستلزماته الضرورية.

لا تدفئة إلا في غرفة واحدة

سامي رب أسرة يعيش في منطقة عالية يقول لـ”أحوال”: قبل الأزمة كنت في بداية كل موسم أخزن كمية كبيرة من المازوت حوالي الخمسون تنكة تكفيني السنة بكاملها، ما يمكنني من تشغيل نظام التدفئة المنزلي، سابقا كنت أدفع حوالي ال ٨٠٠ دولار أمريكي اي ما يعادل مليون ومئتي ليرة لبنانية، بينما اليوم لا يمكنني تأمين هذا المبلغ على سعر الصرف الحالي، خاصة أنني موظف براتب .

ويضيف هذه السنة وبسبب غياب الكهرباء ما يمنعني من تشغيل التدفئة المركزية وعدم تمكني من تأمين المازوت بكميات كبيرة خاصة بعد أن وصل سعر التنكة حد الـ ٣٦٠ ألف ليرة، اضطررت لشراء صوبيا على المازوت لأن مصروفها أوفر نسبيًا، فبعدما كنا ندفئ البيت كاملا اليوم ندفئ غرفة واحدة وعند اجتماع العائلة فقط.

معاش زوجي يساوي ثمن ثلاث غالونات مازوت!!

جمانة تتحدث بغصة “اضطررنا لاستعمال صوبيا الحطب بعد غلاء المازوت بشكل كبير، كل يومين نحن بحاجة لغلون 25 ليتر ب 500 ألف ليرة، بالشهر سبعة ملايين وخمسمائة ألف ليرة، ولا يمكنني الاستغناء عن التدفئة لأن أطفالي لاذنب لهم ليشعروا بالبرد والصقيع”.

تضيف “كيف بإمكاني الاستمرار بهذا الشكل، زوجي عسكري معاشه لا يتعدى المليون ونصف أي تكلفة ثلاثة غالونات، فماذا يبقى للأكل والشرب وبدل تنقل وغيره من المستلزمات؟”.

كلفة الغاز بالشهر تعادل راتبنا

هالسنة غير! هكذا بدأ حديثه كريم وهو من سكان بحمدون، يقول “في السنوات الماضية كنا نعمد إلى التدفئة على الغاز، أمّا هذه السنة سعر قارورة الغاز مرتفعة جدا تتراوح ما بين الـ 350 و 400 ألف ليرة وكل ثلاثة أو أربعة ايام بحاجة لقارورة جديدة”.

ويشير “معاشي أنا وزوجتي لا يتخطى الثلاثة ملايين وعلينا الكثير من الدفعات الشهرية والغاز فقط يفوق الثلاثة ملايين ونصف، أي ما يعادل راتبنا الشهري وأكثر، لذلك قمت بشراء صوبيا على الحطب أوفر بكثير، فطون الحطب بـ80 دولارًا ويكفينا لشهرين أو أكثر”.

البطانيات هي الحل للتدفئة

سارة من سكان بيروت تتحدّث عن صعوبة ما يعيشونه في ظل هذا البرد القارس “لن نتمكن من تشغيل الدفايات الكهربائية بسبب غياب الكهرباء التي لا نراها إلّا ساعتين باليوم و لا نملك القدرة على كلفة كهرباء المولدات لانه بات يُسعّر بالدولار، الحل الوحيد هو أننا نضع عدد من البطانيات للشعور بالدفئ أو نشعل كانون فحم لعله يوفي بالغرض ولو قليلا”.

يبقى المواطن وحده يتخبط بين أوجاعه وكوارثه التي يعيشها كل يوم، ممكن الاستغناء عن بعض أنواع الطعام وعن التنزه والسهر من أجل توفير المال، لكن التدفئة كيف من الممكن الاستغناء عنها خاصة بوجود أطفال وكبار السن الذين لا يستطيعون تحمل البرد القارس الذي نمر به… وأين المسؤولون من كل هذا؟ ألا يخبرهم أحد أن شعبهم يموت من قلة الدواء والغذاء والان التدفئة؟؟ هل هناك من يستطيع أن يدفئ أجسادهم الباردة؟؟.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى