منوعات

هل يعود الحريري عن قراره بشأن نواب تيار المستقبل؟

منذ ما قبل إعلان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري رحيله عن الحياة السياسية إلى وقتٍ غير معلوم، بدأ بعض المتضررين من غياب رئيس تيار المستقبل الذي يشكل درعاً لهم الترويج لفكرة أنّ الفراغ الذي سيتركه تيار المستقبل ستملأه القوى المتطرفة، وكأنّ الاعتدال ماركة مسجّلة باسم تيّار معين تسلم السلطة على مدار 17 عامًا دون تحقيق انجاز يذكر في شتّى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

تستنكر أوساط سياسية سنية، ما يتم تداوله من أقاويل تستهدف الطائفة السنية التي لطالما أنجبت شخصيات اتسمت بالوطنية والاعتدال والتعايش، مشيرة إلى أنه من غير المقبول تخويف الناس بروايات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وخروج سعد الحريري من الحياة السياسية لا يعني انتهاء ودمار البلد ولا يعني أيضاً أن الطائفة السنية بخطر، فهي لا تخلو من الوجوه والشخصيات البارزة الكريمة، كما أن تصريح الحريري نفسه لا يعني نهاية بيت الحريري السياسي، وهو استخدم كلمة “تعليق”، أي تجميد النشاط السياسي لا أكثر.

وذكرت الأوساط، أنّ على مناصري الرئيس الحريري احترام قراره ورغبته بخوض تجربة جديدة بعد أن أنهكته السياسة اللّبنانية وما تخلّلها من أزمات وخلافات، معتبرة أنّ البديل عن الحريري موجود، وليس بالضرورة أن يكون زعيمًا، لأنّه وببساطة البلاد لم تعد بحاجة إلى زعامات بقدر حاجاتها إلى شخصيات تكون أولى أولوياتها النهوض بلبنان واللبنانيين، وانتقالهم من قعر الأزمات الحادة.

وكشفت أنّه من الممكن أن يعود الحريري عن قراره فيما يتعلّق بترشيح شخصيات للانتخابات باسم تيار المستقبل، وذلك حفاظًا على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، موضحة أنّ عددًا كبيرًا من نواب المستقبل الحاليين سيعاودون الترشح إلى الانتخابات في الدوائر التي ينتمون إليها، وهذا ما لا يعلمه معظم المطلعين على الحياة السياسية.

ودعت الأوساط نفسها، إلى وقف التهويل بانهيار الاعتدال السني بعد عزوف ‎الحريري، مؤكّدة أنّ “التطرف لن يكون بديلًا عن تيار المستقبل كما يدّعي البعض، والأيام المقبلة ستثبت أنّ لبنان مرهون باعتدال أبنائه، ولو كره المتضررون”.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى