انتخابات

سلام يعزف عن الترشّح للإنتخابات: ماذا عن نادي رؤساء الحكومات؟

مفاجىء كان إعلان الرئيس تمّام سلام عزوفه، الخميس 20 كانون الثان/يناير الجاري، عن الترشّح للإنتخابات النيابيّة المقبلة على أكثر من مستوى، وطرح عزوفه علامات إستفهام كثيرة حول أسبابه، والدّوافع التي أملت عليه إتخاذ هذا القرار، وتداعياته المحتملة على أكثر من صعيد.

أول ما لفت الإنتباه ان قرار سلام جاء بعد ساعات قليلة من وصول الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد غيابه عن لبنان، ما أثار تساؤلات حول إنْ كان قرار سلام إتخذه بالتنسيق المسبق مع الحريري، أم أنّه إتخذه بنفسه، خصوصاً أنّه اختار توقيت إعلان هذا القرار قبل عودة الحريري؛ وهل أنّه رمى ورقة العزوف في وجه الحريري ليقطع عليه أيّ مسعى يحتمل أن يقوم به لثنيه بالعودة عن قراره، أم ليُسهّل عليه اختيار من يراه مناسباً بديلاً عنه، أو لانسحابه بهدوء من السباق الإنتخابي المقبل قبل احتمال إستبعاده منه؟

كما أثار عزوف سلام تساؤلات عن مصير الأصوات التفضيلية التي نالها في دورة إنتخابات 2018، والتي بلغت 9599 صوتاً تفضيلياً، جعلته يحتل بها المرتبة الثانية على لائحة الحريري وبعده مباشرة، والمرتبة الرّابعة من بين النوّاب السنّة الفائزين بعد الحريري (20751 صوتاً تفضيلياً) وعدنان طرابلسي (13018) وفؤاد مخزومي (11346)؛ وهل أن أصوات سلام ستذهب إلى الإسم البديل عنه الذي سيختاره الحريري، أم إلى غيره من المرشحين، أم سوف تتشتت، أو أن مؤيدي زعامة آل سلام في المصيطبة سيفضّلون، مثله، العزوف عن التصويت والبقاء في بيوتهم؟

لا شيء معروفاً بعد، لكن سؤالاً أبعد وأهمّ من ذلك طُرح بعد إعلان سلام عزوفه، يتمثل في مصير نادي رؤساء الحكومات السّابقين، وهل أنّ خطوة سلام مقدمة لإعلان أعضاء النّادي عزوفهم تباعاً، أم أنّ قرار سلام جاء منفرداً؟

من المعروف أنّ نادي رؤساء الحكومات السّابقين يضمّ 4 أعضاء، هم إلى سلام كلّ من الحريري، ورئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السّنيورة، من غير أن ينضم إليهم بعد الرئيس حسّان دياب، وغياب الرئيس سليم الحصّ لأسباب صحّية، مع الإشارة إلى أنّ السّنيورة هو الوحيد بين الأربعة الذي لم يترشّح للإنتخابات النيابية السّابقة، وسط تضارب في المعلومات حول إنْ كان سيترشح للإنتخابات المقبلة أم لا.

بما يتعلّق بالحريري. فإنّ عودته إلى لبنان قبل فجر يوم الخميس 20 كانون الثاني/يناير الجاري، من شأنها أن تكشف ملامح الخطوة التي سيُقدم عليها: الإعلان عن الترشّح للإنتخابات أم العزوف، في ظلّ إرباك كبير يعانيه تيّار المستقبل، سواء على مستوى القيادة أو القاعدة، نتيجة غموض موقف الحريري من الإستحقاق الإنتخابي، ما جعل أصواتاً محسوبة عليه، كالنّائب هادي حبيش، تتحدث عن احتمال عزوفه عن الترشّح، لأسباب خاصة، منها مالية، وأسباب لبنانية وأخرى خارجية، دفع البعض منهم يتوقع أن يعلن الحريري موقفه النهائي في 14 شباط/فبراير المقبل، في ذكرى اغتيال والده.

يبقى ميقاتي الذي أحاط موقفه من الترشّح للإنتخابات بغموض مماثل. ففي 27 أيلول/سبتمبر العام الماضي، بعد أقل من 3 أسابيع من تشكيله الحكومة، وفي مقابلة تلفزيونية أجريت معه، أجاب ردّاً على سؤال بأنّه “لم أتخذ قراري بعد بالترشّح للإنتخابات النّيابية من عدمه، وأنّ قراري سأعلنه قبل ساعات من إقفال باب الترشّح”.

ومع أنّ إقفال باب الترشّح للإنتخابات رسمياً في 15 آذار/مارس المقبل، إلا أن أوساط مقربة من ميقاتي أوضحت لـ”أحوال” أنّه “يرجّح أن يتخذ موقفه النهائي من الترشّح أو عدمه في 10 شباط/فبراير المقبل تقريباً، بعد أن يكون قد اطلع مسبقاً على الموقف النهائي للحريري في هذا المجال، وبالتنسيق معه، ليبني على خطوة الحريري مقتضاه، في الترشّح أو العزوف”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى