هل يعيد التيار “التسونامي” البرتقالي؟
بدأ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل العام الحالي بخطاب سياسي شبيه بذلك الذي اعتمده الرئيس ميشال عون عام 2005 قبل الانتخابات النيابية الشهيرة التي خاضها التيار وحيداً وحقق فيها ما سُمي وقتها بـ”التسونامي” البرتقالي، فهل يُعيد التاريخ نفسه؟
في العام 2005 تشكّل حلف رباعي لهزيمة التيار الوطني الحر، يضمّ حزب الله وحركة أمل، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وتمكن التيار يومها بسبب خوض المعركة منفرداً، أن يحصل على دعم 70 بالمئة من الشارع المسيحي، واليوم هناك من نصح التيار بخوض المعركة الانتخابية منفرداً مرة جديدة، فإن أصاب يُكتب له نجاحين، الاول “فوزه” والثاني “فوزه منفرداً”، وإن لم يُصب يُكتب له نجاحاً واحداً، وهو شرف المحاولة وحيداً حفاظاً على “المبادىء”.
يعتبر البعض في التيار أن التحالف مع حزب الله لن يُفيد الاول انتخابياً، خاصة وأن الشارع المسيحي في التيار لم يعد متقبلاً لفكرة التحالف على ما هي عليه اليوم، ومن هم من الجمهور القريب من التيار فبكل تأكيد لا يرغبون بالتحالف مع حزب الله، لذلك تدرس قيادة التيار فكرة خوض الاستحقاق دون حلفاء، واليوم أرسل باسيل الرسالة الاولى في هذا الإتجاه.
عملياً لم يتحالف التيار الوطني الحر مع أطراف حزبية في كثير من الدوائر الانتخابية إبان الانتخابات الماضية، وجلّ تركيزه كان على شخصيات وازنة في بعض المناطق، واليوم بحال خاض الانتخابات وحيداً بخطاب مشابه للخطاب الذي أطلقه باسيل اليوم فإن العصب المسيحي لديه سيكون في أشدّه، وبحال تمكن التيار من تحقيق كتلة وازنة ولو لم تكن الأكبر، بظل اقتراب نهاية العهد الرئاسي فإن ذلك سيكون إنجازاً سياسياً مهماً. فهل يخوض التيار المعركة الانتخابية منفرداً؟
محمد علوش