مجتمع

ورش لتدريب ربّات المنازل على العمل من منازلهن في ظل الوضع الاقتصادي الصعب

اختيار 25 امرأة فقط من مخيم عين الحلوة لتدريبهن على مهارات حياتيّة

الأزمة الاقتصادية في لبنان أرخت بظلالها على مفاصل الحياة كافّة، ولم يعد عمل رب الأسرة كافياً لتأمين حاجات عائلته خاصة أن عدداً كبيراً من النساء لا يعملن لمساعدة أزواجهن في تأمين حاجات العائلة، لذلك انطلقت مشاريع تدريبيّة عدّة لتمكين النساء من خلال تعليمهن على مهنة يستطعن العمل بها من بيوتهن.

تعليم ربّات البيوت مهنة لتحسين أوضاعهن المعيشية

جمال كليب مديرة جمعيّة التكافل ومدرّبة المهارات الحياتيّة في مشروع “لكِ سيدتي” تقول لـ “أحوال”: نتيجة للوضع الاقتصادي الصّعب في لبنان والذي انعكس أيضاً على حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووجود عدداً كبيراً من ربّات البيوت لا يعملن في أي مهنة، كانت الفكرة أن نقوم بتدريبهن على مهنة يستطعن العمل بها من بيوتهن للمساعدة في تأمين حاجات العائلة في ظل هذه الظروف.
تضيف “أردنا أن يكون للمرأة دورها في تحريك الدورة الاقتصادية وأن لا يقتصر عملها على الأعمال المنزلية وتربية الأطفال فقط، ومن خلال تعليمها مهارة أو مهنة تستطيع القيام بها من المنزل وتسويق انتاجها لتتمكن من مساعدة زوجها أو أسرتها”.

25 امرأة خضعن للتدريب

تلفت جمال كليب أن هذا الدورة التدريبية المجانيّة ممولة من جمعية “أحلام لاجئ” وبعد الإعلان عنها تقدمت 100 امرأة للالتحاق بها، لكن بسبب التمويل المحدود تم اختيار 25 امرأة فقط من مخيم عين الحلوة حيث خضعن للتدريب على المهارات الحياتيّة المختلفة منها الدعم النفسي، الاصغاء والتواصل والمفاوضة والتسويق وهذه أمور تساعدهن في سوق العمل، وفي الشق الثاني تدربن على إعادة التدوير وتزيين الفخاريات وصناعة الشراشف وكذلك صناعة سلال من خلال استخدام الكرتون أو الورق، وصناعة ورود اصطناعية وكل ما يمكن يباع للزينة في المنازل، وهذه المنتوجات لاقت رواجاً وتم تسويقها من خلال المعرض الذي تم تنظيمه في نهاية الدورة، وبعد المعرض تستطيع كل متدربة أن تشق طريقها في الانتاج وتعمل من داخل منزلها.

تدريب السيّدات على الأشغال اليدويّة

مدربة الأشغال اليدويّة سيرين كمال تقول لـ “أحوال”: على مدى ثلاثة أشهر قمت بتدريب السيدات على الأشغال اليدويّة التي لا تحتاج إلى رأس مال ويمكن انتاجها بأبسط الأدوات ولكنها جميلة وملفتة وتصلح لعدة أشياء، من الزينة إلى الاستخدام المنزلي.
ولفتت أن المواد الأساسيّة لانتاجها هي قماش وحبال الخيش ويمكن استخدام أي شيء موجود في المنزل من كرتون وخشب وزجاجات فارغة وعلب البلاستيك، كما تم استخدام القماش من الملابس القديمة، والمتدربة التي لا تستطيع شراء قماش الخيش يمكن أن تستخدم أكياس البن الفارغة ويكون سعرها زهيد عادةً.


وأضافت، بعد الشهر الأول من التدريب تمكنت المتدربات من انتاج الأشغال اليدوية المميزة، وصاروا يبتكرن أشكال وأفكار جديدة خلاف التي تدربن عليها وكانت أفكاراً إبداعية لاقت استحسان زوّار المعرض الذين حرصوا على شراء هذه الانتاجات أولاً لجماليتها وثانياً لتشجيع النساء على العمل والانتاج.


وتؤكّد أن المتدربات بدأن بتسويق انتاجهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الأمر كان دافعاً للاستمرار في هذا العمل الذي يساعدهن مادياً في ظل الظروف التي يمر بها لبنان.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى