مجتمع

الجرائم إلى ارتفاع في لبنان… ماذا يقول الطب النفسي؟

لا يكاد يمر يوم دون تقع جريمة سرقة أو قتل أو نشل أو احتيال، إذ تشهد البلاد مؤخرًا ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الجريمة مع بداية تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية والمالية.

فبعد أن عصفت الأزمة الاقتصادية الطاحنة والتي صنّفها البنك الدولي واحدة من بين 3 أسوأ أزمات بالعالم، ما أدّى إلى الانهيار المالي والتراجع الكبير في القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، ارتفعت معدلات الفقر والبطالة وارتفعت معها جرائم السرقة والاحتيال والقتل.

وقد تعدّدت الأساليب وأنواع السرقات وربّما أغربها سرقة ريغارات المجاري وكابلات الكهرباء وأبواب الحديد نظرا لإمكانية بيعها بالدولار، كما وازدادت عمليات السطو على المحال الغذائية والصيدليات بهدف الحصول على ربطة خبز أو علبة دواء أو حليب حيث بات سعرها يوازي نصف راتب موظف.

في هذا الإطار، أصدرت شركة “الدولية للمعلومات” المختصة بتنظيم الاحصاءات تقريرأ حديثاً ورصدت فيه ارتفاعاً في جرائم القتل والسرقة، كما لاحظ التقرير تراجع أرقام حوادث السيارات وبشكل خاص بعد جولات إقفال البلاد المتكرّرة بسب وباء كورونا، ممّا قلّل عدد السيارات التي تسير في الشارع وقلّل تالياً من حوادث السيارات.

 

إرتفاع نسبة جرائم القتل 45.5 بالمئة

ركّز التقرير على الفترة الزمنية منذ مطلع العام الحالي 2021 وحتى اليوم، وجاءت أرقامه انعكاساً للوضع الاقتصادي السيئ، وأظهر “زيادة في جرائم القتل والسرقة خلال شهري يناير وفبراير 2021، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020، استناداً إلى بيانات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فقد ارتفعت نسبة جرائم القتل بنسبة 45.5 بالمئة، ووصل عدد القتلى في نفس الفترة 2021 إلى 32 قتيلاً مقارنة بـ22 قتيلاً في الفترة ذاتها من عام 2020، كما ارتفعت نسبة جرائم السرقة في نفس الفترة بنسبة 144 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي”.

وعلى صعيد سرقة السيارات المسروقة، فقد استقرّ العدد على 115 سيارة في خلال شهري يناير وفبراير من العامين 2020-2021، كما تراجعت نسبة حوادث السير في خلال نفس الفترة أيضاً بنسبة 15.8 بالمئة، بينما ارتفع عدد القتلى عامة بنسبة 18.7 بالمئة وتراجعت حالات الانتحار بنسبة 40 بالمئة من 30 حالة إلى 18 حالة.

 

الحرمان سبب للجريمة

تقول الأخصائية النفسية خلود الخنسا لأحوال :” هنال الكثير من الاسباب التي تدفع لارتكاب الجرائم خاصة في هذه الفترة التي نمر بها من أزمات اجتماعية واقتصادية ما أدى إلى زيادة الميول العدوانية عند الفرد نظرًا لرؤية وضعه المعيشي ومقارنته مع الآخرين فيجد نفسه محروم  مايؤدي إلى ردات فعل عدوانية بهدف الحصول على المال او القتل للانتقام والحصول على ما يرغب به”.

وعن ارتفاعها معدل الجريمة أكثر من 100 جريمة منذ سنة حتى الآن، ترى الخنسا أنه “بارتفاع معدل البطالة تزداد الجرائم نظرًا لتأثرها على صحة المجتمع النفسية والاجتماعية والاقتصادية.”

 

الانتحار حل لإنهاء الاوجاع

وإلى جانب ارتفاع معدّل السرقات وجرائم القتل، ارفعت بشكل موازٍ الأرقام المتعلّقة بعمليات الانتحار، وتقول الخنس “محاولات الانتحار كثيرة في هذه الفترة حتى لو لم تكن محاولات فعلية لانّ الشعب اللّبناني بات معرّض لاضطرابات تسبّب سلوك عدواني على الذات، حيث أنّه بدأ يشعر انه بلا قيمة في وطنه. ومن أبرز دوافع الانتحار أنّ المواطن لم يجد أي سبيل لحل مشاكله وأوجاعه فرأى بالانتحار السبيل الوحيد لراحته”.

 

لبنان اليوم يشبه الغابة، بلد مفتوح أمنيًا على كلّ الاحتمالات، إذ لا وجود لقواعد العيش والاستمرار والنهوض من المستنقع الذي نعيش به.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى