مجتمع

الأمور نحو الأسوأ طبياً في ظل قطاع استشفائي مُنهك

يبدو أنّ الأمور تسير نحو الأسوأ طبيّا في لبنان وخاصة جنوبًا في ظل تردّي واقع القطاع الاستشفائي المنهك لجهة ارتفاع كلفة الأمور التشغيلية من مازوت وأوكسيجين والمستلزمات الطبية اذا وجدت وفقدان أصناف عدّة من الأدوية، فضلًا عن انعكاس الوضع الاقتصادي والمعيشي على العاملين في هذا القطاع وما ينتج عن ذلك من تسرّب وهجرة كفاءات عالية من الأطباء والممرضين ووصلت ببعضهم إلى عدم القدرة على الوصول إلى مراكز عملهم.

 

الفحوصات أثبتت أنّ 85% من المصابين غير ملقّحين

أظهر التقرير الأسبوعي لخلية إدارة الكوارث والأزمات في اتّحاد بلديات صيدا الزهراني، ارتفاعًا ملحوظًا بعدد الإصابات بـ “كورونا”، حيث احتلّ قضاء صيدا المرتبة السادسة بين الأقضية اللبنانية خلال الأسبوعين الأخيرين  وبلغ عدد الإصابات من 50 إلى 100 إصابة يوميًا، حوالى 851 إصابة خلال الأسبوعين الأخيرين من بين الذين اجروا فحوص الـ PCR وأن 85% من المصابين هم من غير الملقحين.

وجاء في التقرير أنّ الإقبال على تلقّي اللقاح ما زال دون المطلوب رغم تسارع وتيرته وشموله لمختلف الفئات العمرية من 12 سنة، ورغم تنظيم ماراثون “فايزر” الأوّل والثاني في مسـتشفى صيدا الحكومي وانخراط المستشفى التركي التخصصي للطوارئ والحروق في العملية، تبيّن أنّ 121224 تلقّوا الجرعة الأولى حتى الآن، 94500 تلقّوا الجرعة الثانية وحوالى 12 الفًا تلقّوا الجرعة الثالثة.

وأمام الانتشار الجديد للفيروس وخطر المتحور “أوميكرون” استنفرت لجنة “كورونا” في صيدا والجوار وعقدت سلسلة اجتماعات تنسيقية أكّدت خلالها على تضافر جهود الجميع للحد من تفشي الوباء، وعلى التشدّد بالإجراءات الوقائية، والعمل على عدّة مسارات متوازية.

وقد تمّ تنظيم حملة لقاح ويومًا وطنيًا للتحصين في منطقة تعمير عين الحلوة والفيلات في صيدا وهي مناطق شعبية حيث استهدفت الحملة جميع المواطنين فوق 12 سنة.

 

قلق من ارتفاع الإصابات على أبواب موسم الأعياد

مع الارتفاع اليومي والمستمر لعدّاد “كورونا” عاد القلق ليسيطر على المشهد الوبائي اللّبناني، خاصة على أبواب موسم الأعياد وعودة المغتربين، ويترافق القلق اللّبناني مع القلق العالمي من المتحوّر أميكرون الجديد الذي يتّخذ من جنوب أفريقيا منصّة له، لكن وزير الصحة فراس أبيض قال: لا يوجد بين لبنان وجنوب إفريقيا أو البلدان المجاورة لها أيّ رحلات مباشرة. علاوة على ذلك، يصل عدد قليل جدًا من الركاب من تلك الوجهات، ويخضع جميع الركاب الواصلين إلى لبنان حاليًا لاختبار PCR.

وفي تقرير وزارة الصحة اللّبنانية الصادر يوم أمس فقد سجّل العداد اليومي 806 حالة إيجابية مع تسجيل 14 حالة وفاة، وبلغت نسبة استخدام أسرّة العناية الفائقة في المستشفيات 73% أي 288 سرير من اصل 395.

أما فحوصات المطار بحسب التقرير فقد أظهرت تثبيت 8 حالات وافدة مصابة بمتحور “أوميكرون” ليصبح العدد 140 حالة محتملة بانتظار استكمال الفحص الجيني.

 

البزري يدعو إلى الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم

تخوض “اللجنة الوطنية للقاح كورونا”، برئاسة رئيسها الاختصاصي بالامراض الجرثومية والمعدية الدكتور عبد الرحمن البزري، مواجهة جديدة لتجنيب لبنان سيناريو طبيًا قاتمًا، كما حصل العام الماضي بعد احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة، وكانت اللّجنة قد أوصت بإعطاء مختلف الفئات العمرية من سن 12 سنة وما فوق لقاح فايزر، وذلك تسهيلًا لعملية تلقيح طلاب المدارس والجامعات والجهازين التعليمي والإداري.

وفي بيان صادر عن البزري أكّد أنّ نسبة التلقيح في بعض المناطق اللّبنانية وفي بعض الفئات ما زالت منخفضة رغم وصول اللقاحات إليها، مما يستدعي من مختلف اللجان والهيئات المشاركة في عمليات التلقيح وتفعيل الخطوات المتخذة وإعادة تقييمها، خصوصًا وأننا على أبواب موسم الشتاء، وموسم الفيروسات التنفسية الأخرى.

ويشير البزري إلى أهمية الانتقال من مرحلة الدفاع “الاستشفاء” إلى مرحلة الهجوم “التحصين المجتمعي”، والتي تبدأ بتلقّي اللّقاح وضرورة رفع نسبة الملقحين وخاصة بين جيل الشباب بعد كبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة، لأنّه يشكّل حتى الآن طوق النجاة من الإصابة الشديدة.

وأكّد البزري أنّ لبنان قادر على تجاوز هذه الموجة الرابعة من تفشي الوباء، إذا ما جرى الالتزام بسلسلة خطوات مترابطة تشكّل سدًّا منيعًا في خطة المواجهة على المستويات كافة.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى